في فجر يوم الاثنين الموافق 1431/11/3ه كان الموعد مع الفاجعة والخبر المؤلم كان الموعد مع فراق جارنا العزيز عبدالله بن علي آل قندة العسيري كان الموعد مع ذرف الدموع والحزن وصلني اتصال من ابي قبل ان أصل إلى مقر عملي أخذت الجهاز بيدي ظناً مني أنه كأي اتصال، لم يخطر ببالي انه اتصال يحمل الفاجعة ولم أدر بأنه اتصال سيعقبه بكاء ودموع وألم. حلت الفاجعة حينما وضعت اصبعي على مفتاح الرد حلت المصيبة حينما وضعت الجوال على اذني وكأنها عاشقة لسماع الحزن والألم. ليتني لم اسمع رنين الجوال.. ليتني اغلقته أو ابعدته عني لئلا أدري بالفاجعة. كان والدي يعزيني بوفاة جارنا العزيز أبي أحمد.. قال لي أبي ألم تعلم بوفاته.. فقلت بصوت خنقته العبرة لا.. بل ليتني لم أدر.. سبحانك ربي جعلت لكل نفس آجلا.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.. الحمد لله على كل حال. لم يكن أبو أحمد كأي جار.. بل هو في مقام الاب عرفناه منذ 25 عاماً وكان رحمه الله طيلة هذه السنين يتصف بجميع الخصال الحميدة.. كان مبتسماً دائماً ويسأل عن الصغير والكبير وكنا نفرح بلقائه ونسر بالجلوس معه.. كان ينصح ويوجه كيف نواجه مصاعب الحياة. كان ذلك نابعاً من معاناته الطويلة مع الابتلاءات حيث أصيب بالفشل الكلوي ثم وفاة ابنه (علي) ثم أصيب في قدمه فبترت ثم قرر الأطباء بتر القدم الأخرى ومع كل هذا. كان صابراً محتسباً طوال فترة معاناته مع المرض متوشحاً بقوة الإيمان وارادة العظماء عند نزول البلاء. وقبل خمسة أيام من وفاته تقريباً قمت بزيارته في مستشفى القوات المسلحة بالرياض ولكن لم يخطر ببالي انه الوداع الأخير.. ولم أدر بأنه لقاء لن يعقبه لقاء وفي نهاية زيارتي له سألته عن حالته الصحية فقال أنا بخير وعافية ومحتسب الأجر والمثوبة عند الله - رحمك الله يا أبا أحمد - ثم أخذ يسألني عن صحة والدي وعن الصغير والكبير. رحمك الله يا أبا أحمد.. اللهم صبر أهله وذويه.. اللهم اغفر له وارحمه.. نعم رحلت ولكن لم ولن ترحل عن القلوب يا أبا أحمد.. ولكن لا نقول إلاّ ما يرضي ربنا (القلب يحزن والعين تدمع وإنا لفراقك يا أبا أحمد لمحزونون).