في كتب الطب ومراجعه (أثناء دراستي وإلى الآن) تكون هناك نبذة تاريخية في بداية أو ( نهاية) كل موضوع ندرسه عن مرض ما.. إما عن المرض نفسه أو عمّن اكتشفه ونحو ذلك.. كهنري قري (قريز) أبو علم التشريح.. ومن ذاكرتي (القديمة والصدئة) كان هناك في كتاب علم الأمراض بضعة أسطر (تاريخية) عن مرض التيتانس (الكزاز) تقول الأسطر أو التمهيد التاريخي ان عدد الوفيات بين الجنود الأمريكيين المصابين في الحرب العالمية الثانية (أربعينيات القرن الماضي) انخفض بشكل كبير بسبب إخضاع الجنود للتطعيم ضد ذلك المرض الفتاك قبل دخول الحرب.. ونحن أيام زمان لم نتلق أي تطعيم بطبيعة الحال ونلعب (حفاة الأقدام) على أرض ترابية متسخة تحتوي (بلا شك) على بكتيريا الكزاز العتيدة ونصاب بجراح كبيرة ولا تستطيع بكتيريا الكزاز أن تصيب أحدنا بفضل من الله (السالم معزول) مع ان المرض يصيب تقريباً كل من يتعرض لأي جرح مهما كان بسيطاً وصغيراً في بيئة ملوثة كملاعبنا الترابية أيام زمان.. ولا أنسى (تاريخياً) طفلة انجليزية أُصيبت بالمرض (وماتت بسببه) في الريف الانجليزي الجميل والنظيف بسبب سقوطها أثناء قيادتها لدراجة هوائية.. ولا أنسى (تاريخياً أيضاً) سقوطنا من (السيكل) في ريف القرينين ومعكال ومنفوحة بلا إصابات تُذكر.. فمسكينة من سقطت في الريف الانجليزي.. وأُكمل سوانح اليوم بموقف لا أنساه ما حييت.. فقد كنا نلعب الكرة أحياناً في (عز القوايل) والناس (مقيلين) يخلدون إلى راحة أو غفوة.. فنزعجهم بلعبنا للكرة.. وفي إحدى المرات (عز القايلة) كنا نلعب كالعادة.. وقمت أنا (بتسطيح) الكرة.. فطرقت الباب راجياً ومستجدياً صاحب المنزل بأن يعيد لنا الكرة.. وما هي إلا دقائق قليلة لينفتح الباب قليلاً وتُطل أو تخرج منه يد غليظة تحمل سكيناً حادة وعلى رأسها أو طرفها الأعلى كرتي (المشقوقة) والرجل الذي لا يبدو منه إلا ساقين ممتلئتين (وسروال السنة) يقول بصوت أغلظ وهو يزبد ويربد (أثناء رميه للكرة المشقوقة) المرة الجاية أبشق بطنك بها السكين.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.