اتهم السودان الممثل الأميركي جورج كلوني بإثارة التوتر في جنوب البلاد من خلال تحذيره من وقوع حرب وإبادة جماعية في المنطقة بعد الاستفتاء المرتقب في يناير المقبل. وكان كلوني والناشط في مجال حقوق الإنسان جون برينديرغاست قد نشرا مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" قالا فيه إنه في حال أجري هذا الاستفتاء بحرية "ستؤدي الأصوات إلى إنشاء جنوب سودان مستقل غني بالنفط"، وفي حال لم يتم ذلك ستستأنف الحرب المدمرة التي انتهت عام 2005 بين الشمال والجنوب والتي أدت إلى مقتل 2.5 مليون شخص. كما اتهما الرئيس السوداني عمر البشير بالوقوف خلف الحرب والإبادة الجماعية في دارفور. وأشارا إلى أن البشير يعيد إحياء الميلشيات التي نشرها حول منطقة أبيي "لزعزعة الاستقرار في المنطقة في حال لم تسر الأمور كما يشتهي". ووصفت السفارة السودانية في واشنطن المقال بأنه جزء من "حملة المعلومات الخاطئة التي لا تكف عن قرع طبول الحرب"، متهمةً كلوني و برينديرغاست بأخذ آراء شريحة واحدة في جنوب السودان هي قبائل الدينكا وتجاهل قبيلة المسيرية خلال مهمة "تقصي الحقائق" التي قاما بها. وقالت إن انحياز من يريد لعب دور الوسيط إلى طرف دون الآخر سيؤدي إلى "إشعال الحرب" التي يقول الرجلان إنهما يحاولان منعها وإثارة المشاعر العرقية لدى القبائل المسيرية. ونفت السفارة في بيان "مزاعم" كلوني و برينديرغاست حول ترتيب البشير معارك وقعت في أبيي قبل سنتين والوقوف خلف الحرب في دارفور، قائلة إن البشير لم يكن في الجيش ولم يكن رئيس البلاد عندما بدأت الحرب. وأضافت "لا مكان لخيال هوليوود في أرض الواقع" وإن أفضل طريقة يساعد خلالها كلوني و برينديرغاست السودانيين هي في البقاء بعيداً.