تفاجأ المواطنون في منطقة تبوك بتوالي ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، معربين عن قلقهم تجاه هذه القضية، حيث لم تفلح محاولاتهم الاحتجاجية في وقف مسلسل الغلاء. تقول «تهاني البلوي»: إنه في كل يوم نفاجأ بارتفاع أسعار الكثير من السلع التموينية الهامة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بمنتج آخر، مثل الزيوت النباتية وحليب الأطفال، مضيفةً أن تلك الزيادات تبدأ بالارتفاع تدريجياً دون أدنى سبب مقنع للمواطنين، وكل ما في الأمر هو البحث عن الكسب المادي من قبل التجار، مشيرةً الى أنه مهما اختلفت السلع فإن الشكوى واحدة، بل إن حديث الناس الوحيد هو ارتفاع الأسعار، والذي طال جميع الخضروات والفواكة، حتى في المناطق الزراعية الكبيرة، وما الطماطم «الذهب الأحمر» إلا أقرب مثال على ذلك، ذاكرةً أنها تعمدت الذهاب إلى الكثير من أسواق الجملة، لعلها تجد أسعار مناسبة ومعقولة للخضار، الإ أنها وجدت تفاوتاً كبيراً، بل إن كل بائع يحاول رفع سقف أسعاره على حساب المواطن البسيط. وعبرت «فاطمة سالم» عن استيائها الشديد لارتفاع الكثير من السلع التموينية وخاصةً المواد المعلبة والأجبان، حتى أصبح المواطن يعجز عن توفير كافة المتطلبات، فالذي كان في السابق بخمسة ريالات أصبح اليوم بعشرة وعشرين، مؤكدةً بأن هناك زيادة عشوائية تظهر مع بداية كل موسم جديد أو مناسبات معينة كالأعياد وبداية العام الدراسي، أو عند زيادة الرواتب، موضحةً أن تلك الزيادات تتم بجشع وطمع التجار، وليس كما يردد البعض ظروف اقتصادية وعالمية، متأسفةً على أن الثقة بدأت تتراجع بتلك المراكز التجارية التي تعلن تخفيضات هائلة، وحين نذهب للشراء نفاجأ بأن تلك السلع على وشك انتهاء صلاحيتها. من جهته أوضح «أحمد الأمير» أن المراقبة منعدمة من قبل المسؤولين، حيث أصبح لكل بائع سعر خاص يتمتع به، متسائلاً عن حقوق المستهلك في بلد منتج ومصدر لدول الجوار قائلاً: نحن بحاجة الى مراقبة صادقة خاصة بعد أن وصل بنا الحال إلى الحرمان من شراء منتجات زراعية من داخل بلدنا، لغلاء أسعارها وغياب الرقيب، فكان الخيار الوحيد أمامنا الاتجاه الى المعلبات التي تفتقد القيمة الغذائية المتوفرة بالخضار الطازجة. أحمد الأمير وفي السياق أكد «ناصر صالح» أن الكل مندهش ومتعجب مما يحدث لغلاء الأسعار القوى في سوق الخضار، حيث تضاعفت أكثر من ذي قبل، ناصحاً المواطنين أصحاب الدخل المحدود الإقلال من أكل الخضار الطازجة، بل إن نسيانها أفضل، ولكن هل نسلم من مفاجآت فادحة وارتفاعات قادمة؟. ويذكر المواطن «حجاب الجهني» أنه لاحظ زيادة الطلب على جميع أصناف الخضار وخاصة الطماطم، حيث وصل سعر الطماطم إلى ثلاثين ريالا للكرتون، مما أدى إلى عزوف المواطنين عن شرائه، مطالباً بأن لا تنحصر المراقبة على الأسعار فقط، بل على جودة المعروض. وتشهد تبوك حالياً موجة أخرى من ارتفاع أسعار الأعلاف وخاصة الشعير، حيث وصل سعر الكيس إلى 52 ريالا، بعد أن كان قبل شهرين 27 ريالا، وقد أوضح المواطن «فالح العطوي» بأن تلك الزيادات ساهمت بصورة كبيرة في ارتفاع أسعار الماشية، مؤكداً أن هناك رغبة كبيرة من التجار في محاولة استغلال المواطنين، لأنه حتى الآن لم يتم اقناعننا بأسباب تلك الزيادات والتي ربما تشمل جميع الأعلاف. وتعتبر مشكلة غلاء الإيجارات في تبوك أحد أهم المشاكل التي تواجه المستأجرين في إيجار الدور السكنية والشقق، حيث وصلت نسبة الزيادة في الفترة الأخيرة إلى (30%)، وهنا يتحدث المواطن «بشير الخلف» عن مشكلته قائلاً: انتقلت لظروف عملي إلى تبوك وقد ذُهلت بارتفاع إيجارات شقق العزاب، وكذلك ارتفاع أسعار شقق العائلات، الأمر الذي اضطره للسكن في شقة عزاب مع بعض زملائه بمبلغ قدره ألف وتسعمائة ريال في الشهر، مشيراً إلى أن الشقة قديمة البناء، وما يهون عليهم أن دفع ذلك الإيجار يكون بالتعاون فيما بيننا. سوق الخضار المركزي في تبوك