دعا المجتمعون في المؤتمر العلمي الخامس لأساسيات الأمراض الصدرية ، الذي نظّمته وحدة الأمراض الصدرية بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للطب الباطني تحت عنوان" الأساسيات في الأمراض الصدرية"، إلى ضرورة زيادة الجهود الحكومية والإعلامية لمكافحة التدخين، والالتزام بأنظمة منع التدخين بصورة جادة، نظرا لتسببه في زيادة ملحوظة في التهابات الشعب الهوائية المزمنة وأورام الرئة، خاصة في فئة النساء. وسلط المؤتمر، الذي استمرت فعالياته لمدة يومين، وحضره أكثر من 170 مشاركا، إضافة إلى عدد من الضيوف من بعض البلدان العربية الشقيقة، والمحاضرين المتميزين، الضوء على احتياج المجتمع الطبي في المملكة العربية السعودية، إلى ارتفاع سقف الوعي بأمراض الجهاز التنفسي لدى فئة الأطباء، بوصفها أكثر الأمراض انتشارا، وأحد أكبر الأسباب لزيارة الأطباء، مثل الربو الشعبي والدرن والتهابات الشعب الهوائية المزمنة، التي ما زال كثير من الأطباء في المجتمعات العربية، يحتاجون إلى زيادة الاهتمام بتشخيصها وعلاجها على الوجه المطلوب، بسبب معاناة كثير من المرضى منها بالرغم من وجود كثير من الأدوية الفعالة، والإرشادات العالمية لعلاجها منذ سنوات عديدة. وأكدت التوصيات التي تلاها الدكتور عمر العمودي، رئيس المؤتمر على ضرورة تنظيم دورات تدريبية تختص بتوعية الأطباء وتدريبهم في مجال اضطرابات التنفس أثناء النوم (انقطاع التنفس أثناء النوم) وغيرها من اضطرابات النوم، وذلك لانتشار مثل تلك المشكلات في المجتمع السعودي، والحاجة الماسة لتشخيصها وعلاجها، لتجنب مضاعفاتها الصحية والاجتماعية الخطيرة. وأوصى المؤتمر باستمرار التواصل مع المسؤولين الصحيين، للتنسيق معهم حول أهمية زيادة الجهود التي تهدف إلى الوقاية من الأمراض التنفسية وعلاجها، وكيفية الاستفادة من جميع الاختصاصيين في هذا المجال، وتنظيم ورش عمل مصغرة بصفة دورية، لتدريب الأطباء والممارسين الصحيين على أحدث التقنيات في مجال تشخيص وعلاج الأمراض الصدرية (مبادئ إجراء المنظار الرئوي، وفحص وظائف الرئتين وغيرها). وأقر المجتمعون بضعف البنية الأساسية لأمراض النوم بصفة خاصة، مرجعين ذلك لحداثة هذا المجال، ونقص أعداد المتخصصين، ومختبرات فحص النوم، مؤكدين على الحاجة لزيادة القدرة الاستيعابية والكفاءات البشرية في أسرع وقت، عن طريق زيادة وعي الأطباء، وتدريبهم بكثافة في هذا المجال، وإقناع المسؤولين بضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الأمراض، كما أقروا بقلة عدد المختصين في مجال طب الأمراض الصدرية، مشددين على ضرورة الأخذ بكافة الوسائل الإدارية والتقنية، لرفع القدرة الاستيعابية لبرامج تدريب الزمالة السعودية، وزيادة عدد المختصين أصحاب الكفاءة المناسبة. ودعوا إلى التنسيق لتوحيد الجهود التوعوية مع المجموعة السعودية لإرشادات تشخيص وعلاج داء الرئة الساد المزمن، إضافة إلى المجموعة الاستشارية لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وتنظيم دورات عامة باللغة العربية، لعامة الجمهور، يتم من خلالها نشر الوعي مباشرة عن طريق الاستشاريين، والإجابة على أسئلة مرضى الأمراض الصدرية وذويهم. وأشاروا إلى أهمية التواصل مع القنوات الإعلامية المختلفة، بغية استمرار الحضور الاجتماعي، ونشر الوعي. من جهته، أفاد الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، بأن هذا اللقاء العلمي بما حواه من محاضرات طبية ومناقشات علمية وورش عمل، استقطب عددا كبيرا من المحاضرين المتميّزين من داخل وخارج المملكة، إضافة إلى أطباء الأمراض الباطنية العامة والمتخصصين، وغيرهم من المنخرطين في برامج طبية تدريبية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية والتنفسية، وعدد من الممرضين والممرضات.