قد لا يستطيع البعض أن يدرك معنى أن يكون هناك استاد خاص بناديك تستطيع أن تستغله كيفما تشاء ويصبح داعما للوطن وشبابه من جميع النواحي سواء كانت إدارية أو تنظيمية أو اقتصادية وخطوة جريئة نحو الخصخصة. وخلال الأيام الماضية تابعنا ما أعلنه الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال وكيف أن ناديه يسعى إلى إنشاء ملعب خاص به يتسع إلى 40 ألف متفرج. لعل الفكرة تعد جميلة للتحرر من الملاعب الخاصة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وطريقة إدارتها، وهذه الفكرة تتمناها وتسعى إليها العديد من الأندية الكبرى في كل مكان إلا أنه ومن وجهة نظري أرى أن الأمر أصبح ضرورة وليس مجرد محاولة أو تفكير أو تعاطف مع فكرة. لأنها تعد في المقام الأول فكرة اقتصادية بحتة. دعونا نفكر في الموضوع من الناحية الاقتصادية، تخيلوا كم من فرص عمل ستتاح للشباب السعودي في مجالات البناء والاتصالات والتصميم والتجهيزات الرياضية والأمن والسلامة وجميع القطاعات التجارية في المملكة. ولذا أؤكد بأنها فكرة ذات فوائد تجارية متشعبة، وسأضرب لكم أمثلة لكيفية التشعب التجاري في السطور التالية: • شركات الأمن والسلامة الخاصة بتنظيم المباريات من الناحية الأمنية وهذه الشركات سيعمل بها ما لا يقل عن 200 إلى 500 رجل امن خاص. • إدارة الاستاد وما أعنيه هو مدير الملعب والكادر الإداري المرافق له وهؤلاء لا يقل عددهم عن 20 شخصاً. • القطاع التجاري في الاستاد من مطاعم ومحلات مشهورة وكوفي شوب، ومن يعمل في هذا الجزء لا يقل عددهم عن 300 شخص. • القطاع الخدمي ويتكون من فندق خاص بالاستاد ومتوقع عدد من يعمل به حوالي 100 موظف. • المتحف الخاص بالنادي - العيادة الصحية في النادي وعدد موظفيها لا يقل عن 50 موظفاً. وجميع هذه الخدمات التي تعد قليلة وهي ما استطعت أن احصر بعضها خلال فترة كتابتي لهذا المقال فقط وأقول قليلة نسبة إلى ما سيحدث في أرض الواقع وما سيطرأ من أفكار استثمارية جديدة، وجميعها ستكون في خدمة الاستاد. ما أريد الوصول إليه أن كل استاد سيتم إنشاؤه سيكون له دورات تجارية وسوف يكون عدد العاملين فيه لا يقل عن 1000 موظف خلال فترة المباريات وعدد 500 شخص كموظفين رسميين، وهذا كله دعم للوطن وشبابه. الشركات السعودية ورؤوس الأموال التي من الممكن أن تدخل في هذا المشروع والعقول والسواعد السعودية التي ستشارك في هذا المشروع يمكن لها أن تغير وجه الرياضة في المملكة. ولا شك أن هذه الشركات ومنها الشركة الراعية ستصنع لنفسها مكانة كبيرة إذا ما دعمت هذا المشروع. أخيرا دعونا نتخيل حجم الأرباح التي ستتحقق لنادي الهلال وهو ما بدأنا بتصريح رئيسه كمثال جراء إنشاء هذا الملعب ولنتخيل كم الأرباح والانتشار الذي سيحققه من يسعى إلى بناء هذا الملعب. ولنتصور كيف سيتطور انتماء الجماهير الهلالية بوجود ملعب يحاكي متطلباتهم. وكيف سيستفيد منها جميع الأندية في المملكة لتكون نقطة الانطلاق إلى الخصخصة الحقيقية . قبل الختام أقول الأفكار كثيرة ويمكن لها أن تغير وجه الكرة السعودية. ولذلك يجب أن تتخذ الإدارة الهلالية القرار بسرعة وأن يعوا أنهم يكتبون تاريخا جديدا لهم وللكرة السعودية؛ ليصبح امتداداً لانجازاتهم السباقة.