ثمة منتخب كرة قدم أفريقي (نسيت اسمه) مُنع من المشاركات الدولية لأن اللاعبين يلعبون حفاة الأقدام.. وقد شاهدت في إحدى القنوات الفضائية تقريراً عن هذا الفريق العجيب.. الذي ذكرني بلعبنا للكرة (أيام زمان) حيث نلعب الكرة حفاة الأقدام.. ويُشتهر آنذاك (شوتة البوز والظفر) التي لا يوازيها قوة إلا شوتات (ريفيلينو) ولا أنسى في إحدى المرات أن احد اللاعبين (مزع) كرة (صَب) كانت مبتلة في وجه لاعب آخر مسببة له آلاماً شديدة وتاركة آثاراً على شكل خطوط مستقيمة في وجهه.. خرج على اثرها غير مستطيع تكملة اللعب.. وأكثر شيء كان يقلقنا أثناء اللعب أيام زمان هو أن (تتسطح) الكرة في حوش أو سطح أحد البيوت.. فنبدأ في طرق باب ذلك المنزل ونحن نرجو ونستجدي صاحب المنزل في أن يعيد لنا الكرة (المسطحة) وكنا ننجح أحياناً ونفشل في كثير من المرات.. فإما ان (يطنشون) أهل البيت فلا يردون على طرقنا للباب وتوسلاتنا لإرجاع الكرة أو أن تسقط الكرة على رؤسنا (مشقوقة بسكين المطبخ) وبطبيعة الحال لا يخلو لعبنا حفاة الأقدام على أرض ترابية متسخة تحتوي على أنواع مختلفة من البكتيريا والجراثيم.. لا يخلو من إصابات وجروح فتسيل دماء بعد أن تتمزق أو تنفتح أوعية دموية (أوردة وشرايين) كان من المفترض (آنذاك) أن تدخلها أنواع مختلفة من البكتيريا كبكتيريا التيتانوس (الكزاز) أو القاز قنقرين الخطيرتان والقاتلتان.. والموجودة عادة في (هكذا وسط) أي أرضية ملعبنا الترابية.. وأذكر أثناء لعبنا أيام زمان ان البعض قد يسقط في تلك الأرض (الملعب) ويصاب بجروح إلا انه يقوم كالعفريت ويكمل اللعب وبدون أي إسعاف أوتضميد لجراحه.. وإن كانت إصابته شديدة وأهله لديهم بعض الوعي (وما أقلهم آنذاك) يقوم بالمسح على جراحه عندما يعود لمنزله بشاشة مشبعة بالميكروكروم الأحمر اللون أو مايسمى آنذاك (تنتريون) وعندما أتذكر إصابات أيام زمان أقارنها بإصابات الملاعب الحالية.. التي أشهرها بلا شك الإصابة ببكتيريا (كلوستروديا قاز قنقرين) التي قد تؤدي الإصابة بها إلى بتر القدم أو العضو.. ولا أنسى منظر لاعب أوروبي أصيب (بالقاز قنقرين) وكيف انتفخت فخذه قبل بترها وفي بعض الأحيان تتضاعف الحالة إلى وفاة اللاعب.. فحمداً لله على سلامتنا أيام زمان.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.