فأنت صاحب الفضل بعد الله بتوجيه المجتمع فكرياً نحو الاتجاه الإنساني والديني والوطني الصحيح من خلال تأثير مبادئك التربوية وأسسك التعليمية ومكارم أخلاقك على شباب الأمة، خصوصاً في هذا الزمن الذي تكالب به علينا أعداء إنسانية وطننا ووسطية ديننا ومكارم مجتمعنا، بل أنت أيها الفاضل بوصلة لجغرافيا مكاننا هذا الذي حمل به كل مخدوع منا معوله لهدم وحدة وطنه ولتفكيك لحمة مجتمعه دون إدراك منه لنتائج ذلك عليه وعلى أسرته ومجتمعه وعلى بلده ودينه. وما تلاقح الأهداف الدنيئة بين من نادى بحرق القرآن الكريم ومن جعل يوم وفاة أم المؤمنين له ولزمرته عيداً وبين من أفتى بجواز زعزعة أمن أرض الرسالات إلا دليل تراكمي انكشف به غطاء حمل غير شرعي جاء ماؤه من بين صلب عبدة الحائط وترائب عباد القبور لينجب فكرا شاذا مجوسي الأم ويهودي الأب تغذى من لبن الزندقة والغدر والخيانة الذي دبغ «صميله» ابن سلول اليهودي وخرزه أبو لؤلؤة المجوسي ودار بقدحه أبو ملجم الخارجي لفتح باب فتنة لن يغلق أبداً. ولمحاربة سنة رسول الهدى التي لم يبق من رموزها المؤثرة إلا أنت ومن قلاعها الشامخة إلا وطنك وطن الحرمين الشريفين (المملكة العربية السعودية) حيث قداسة أرضها وطهر سمائها لم ولن تكون ممراً ومقراً لكل فكر منحرف وشواهد ذلك كثيرة، فبالأمس القريب شوارع مكةالمكرمة وأزقتها تخنق نشاز صوت أعداء السنة المحمدية لتئد عتبة باب السلام للحرم الشريف فكر هؤلاء المنحط الذي عرج على رياض العروبة في غلسة ليل ليؤازر فكرا آخر أكثر منه انحطاطاً سرعان ما هربا جميعاً مع إشراقة شمس غيرة المواطن السعودي على عرضه وأرضه ليصطدما بعد ذلك بصخور جنوبنا الأشم لافظاً هذا الفكر الدخيل أنفاسه الكريهة هناك، ولكن ها هي محاولة إنعاشه المستميتة والفاشلة تتم خارج حدود الوطن الإسلامي ليبقى نتناً مع أشباهه وسط تاريخ الجبن والهوان اللذين تجاوزا ثلاثمائة عام بعد الألف وهو يعيش كطحلب في مستنقع غرب وكفأر في بيت خرب لا يستطيع الخروج لشمس الحق والحقيقة لا لسبب سوى أنه يقتات على الكذب والتدليس وشهادة الزور، كيف لا وتاريخ هذا الفكر بدأ برسالة مزورة باسم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه أدت لمقتله ولإثارة الفتنة التي جعلت أهل الدين الإسلامي شذر مذر. أيها المعلم العظيم.. كيف لا تكون للمجتمع موجهاً وأنت تتميز عن أقرانك بالعالم كله بامتهانك مهنة نبيك بل أنت من تتلمذ صناع قرارنا الوطني بكل أنواعه على يدك الكريمة كيف لا تكون كذلك وأنت تتعطر السير الذاتية لكل عالم علم باسمك بل الألسن تلوج بذكرك وذكراك. كيف لا وقد كنت للمجتمع الإنساني مؤسسا لحوار الأديان والحضارات، بل بك نجني ثمار حوارنا الوطني. إذاً فشكراً أقل واجب يقدم لكل معلم ومعلمة فمن نحن ومن هم أبناؤنا وبناتنا دون علم هؤلاء الكرام وعملهم. سيروا بارك لله فيكم أين ما شئتم وممنونين أين ما كنتم. وقفة: أتذكر في إحدى السنوات أبا يحاول إقناع طفله الصغير للدخول نحو فناء المدرسة للمشاركة بأسبوعها التمهيدي لتتحول وسيلة الإقناع إلى ضرب مبرح أدى إلى تدخل أحد المعلمين الذي استخدم الأسلوب النفسي لإقناع الطالب الصغير لينساق معه والابتسامة تعلو محياه. الأمر الذي أدى إلى حوار بيني وبين هذا الأب قائلاً له لم تتحمل ابنك ست دقائق فما هو حق من يحتمله ست سنوات علينا أليس الشكر والدعاء. * المديرية العامة للجوازات