دعا المشاركون في المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم) الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى تبنِّي الحوار الهادف الهادئ مع عقلاء الغرب ومثقفيهم، والمنصفين منهم، وذلك على جميع المستويات، ومن خلال كل الطرق والسبل المتاحة. وطالبوا في جلسات المؤتمر التي انطلقت امس بتنظيم من الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الهيئات الشرعية في المصارف الإسلامية وأعضاء المجامع الفقهية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار معالم الرحمة في المعاملات المالية ومقاصدها العامة والخاصة اضافة الى انشاء مشروع تحت عنوان «ترجمة مائة كتاب في السيرة» وتركيز نشر هذه الكتب -بعد ترجمتها- في أوروبا وأمريكا، وأن يحمل كل مسلم ومسلمة أمانة الدفاع عن نبي الرحمة كل حسب استطاعته مع استثمار التقنيات الحديثة في سبيل ذلك من قنوات فضائية ومواقع الإنترنت وغير ذلك من وسائل الاتصال الحديثة. طرح مشروع تحت عنوان «ترجمة مائة كتاب في السيرة» وتوزيعها في أوروبا وأمريكا ففي الجلسة الأولى التي رأسها مفتي جمهورية لبنان سماحة الشيخ محمد رشيد تحدث في البداية رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية الأستاذ الدكتور عبدالله شاكر الجنيدي حول بحثه (معالم رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في علاقته باسرته)، تحدث في بداية بحثه عن رحمة الله، متطرقاً إلى دعوة الله إلى التراحم، وشدد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسل رحمة للعالمين مؤكدا على أن رحمته صلى الله عليه وسلم غمرت العالمين. فيما بين الأستاذ المشارك بكلية جبرة العلمية عميد الكلية الدكتور المرتضى الزين أحمد محمد في ورقته (معالم رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في علاقته بأسرته) أن الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ظهوره مصاحبا لظهور الدعوة، وأن رحمته صلى الله عليه وسلم لم تكن ترتبط بمواقف معينة، بل كانت رحمته منهجا وخلقا ملازما له، كما أن رحمته صلى الله عليه وسلم شملت الكبار والصغار، الرجال والنساء، الموافقين له والمخالفين، المسلمين وغير المسلمين. وأوصى الباحث بمضاعفة الجهود في العناية بالسنة والسيرة النبوية، جمعاً، وتحقيقاً، وحفظاً، وتفقهاً، والعناية في مجالات التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، بالأحاديث والأخبار الصحيحة، والإعراض عن المرويات والأحاديث الضعيفة وما لا أصل له. وتحدث أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور محمد بن علي الغامدي في بحثه المقدم (معالم الرحمة في أخلاق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم) عن تعريف الأخلاق، وبيان المراد بحسن الخلق، وما هي مجالاته، بعدها تطرق إلى ما جاء عن حسن الخلق في القرآن الكريم، وما جاء من اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق، ودعائه به، ثم عرج بالحديث إلى ما جاء في مكانة حسن الخلق في الإسلام، وما جاء في أن حسن الخلق مما تستجلب به محبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وختم بحثه بما جاء في أن المؤمنين يتفاضلون بحسن الخلق. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، بدأت ببحث الدكتور فوزي بن درامن بعنوان (رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأعدائه)، أوصى فيه بإفراد مصنفات في جوانب رحمته صلى الله عليه وسلم وخاصة جانب رحمته بأعدائه، وأن يكون هذه المؤتمر بداية لسلسلة من المؤتمرات حول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وأن تختار عواصم غربية لإقامة هذه المؤتمرات لتعريف الأكاديميين غير المسلمين برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ألقى الدكتور سليمان بن صالح محمد الشجراوي بحثا بعنوان (معالم الرحمة في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المبتدئ والجاهل والعاصي) واقتراح في توصياته انشاء مشروع تحت عنوان «ترجمة مائة كتاب في السيرة» وتركيز نشر هذه الكتب -بعد ترجمتها- في أوروبا وأمريكا، وأن يحمل كل مسلم ومسلمة أمانة الدفاع عن نبي الرحمة كل حسب استطاعته مع استثمار التقنيات الحديثة في سبيل ذلك من قنوات فضائية ومواقع الإنترنت وغير ذلك من وسائل الاتصال الحديثة. جاء بعد ذلك بحث بعنوان (الرحمة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم) للدكتور محمد بن عبدالله اللعبون، تناول في بحثه طبيعة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومهمته، والتزام النبي صلى الله عليه وسلم بخلق الرحمة في أحواله كلها، وتأثير الرحمة في أخلاقه وأفعاله ومشاعره، ومحبته صلى الله عليه وسلم للرحمة وأهلها، وتأثير رحمته صلى الله عليه وسلم في الآخرين. وبين الدكتور اللعبون بأن من دلائل تأصل خلق الرحمة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم محبته أن ينتشر هذا الخلق، وسعيه في ذلك بقوله وفعله، مشيراً لذلك في مظهرين، أحدهما ترغيبه في الرحمة وحثه عليها، والثاني في التراحم بين المؤمنين. ثم بين الدكتور جمال محمد السيد في بحثه (معالم الرحمة في علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بمجتمعه) أوصى فيه بضرورة عناية المسلمين بسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم وشمائله وأخلاقه: درساً وتعلماً، وتمسكاً بها وتطبيقاً، ثم دعوة إليها ونشراً وتعريفاً، حتى تؤتي جهود الدفاع عن مقام نبينا صلى الله عليه وسلم ثمارها، كما دعا إلى تبنِّي الحوار الهادف الهادئ مع عقلاء الغرب ومثقفيهم، والمنصفين منهم، وذلك على جميع المستويات، ومن خلال كل الطرق والسبل المتاحة. ثم ألقت الدكتورة إيمان محمد علي عادل عزام بحثا بعنوان (فقه الرحمة في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعالمها في علاقته بأسرته) بينت فيه بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الأسرة أحد المقاييس التي يتفاضل بها الناس، كما أوضحت أنها تناولت في بحثها الفرق بين الرحمة والحب، ثم أوردت بعض مظاهر وجود الرحمة والحبّ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرضت بعض النماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أسرته، مختتمة بحثها باقتراح: دعوة المملكة العربية السعودية إلى المبادرة بتسجيل يوم عالمي للتراحم الإنساني تحتفل به المنظمات العالمية توحّد فيه الجهود الرسمية والأهلية لنشر قيمة الرحمة بين الناس في مظاهر. وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور مصطفى محمد حلمي، التي بدأت ببحث (معالم الرحمة بالحيوان) للدكتور عبدالغفور عبدالحق البلوشي، وذكر أن الله تعالى لم يرسل هذا الرسول الكريم إلا رحمة للعالمين، وشملت رحمته صلى الله عليه وسلم وشفقته الحيوانات والبهائم فضلاً عن الناس، فالرحمة التي تأتي في سياق الأحاديث الشريفة عامة لمن في الأرض من البشر وغيرهم، فالرحمة بالحيوان وكافة المخلوقات من خصاله صلى الله عليه وسلم. وشدد الدكتور علي بهلول في بحثه (معالم رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة) على ضرورة إجراء دراسة مقارنة حول رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم في الديانات السماوية، والقيام ببحث مظاهر رعايتهم في الحضارة الإسلامية، وإحياء وتطوير مؤسسة الحسبة في جميع الدول الإسلامية لحفظ حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي بحث بعنوان (معالم الرحمة في السنة النبوية بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين) للدكتورة عفاف خلف الله محمد النمري بدأت الباحثة بتعريف ذوي الاحتياجات الخاصة، وبينت حقوق هذه الفئة في جميع نواحي الحياة العلمية، والصحية، وحقهم في العمل، وحقهم في الاندماج في الحياة العامة، وتوليتهم مناصب مهمة، وتهيئة المجتمع، وتحسين أفكاره تجاه هذه الفئة ليدعموا الدمج، كما بينت بعض القواعد الشرعية، والضوابط الأصولية العامة التي بني عليها كثير من الأحكام الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين، كما عرضت الدكتورة عفاف الأحكام الخاصة بكل شكل من أشكال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك تعرض البحث لذوي الاحتياجات الخاصة والحدود. واستمرت جلسات المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم) ففي الجلسة الرابعة التي رأسها الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالي الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين، تحدث بداية أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الجوف الدكتور شعبان رمضان محمود محمد عن بحثه (معالم الرحمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، إذ بين أن جوانب الرحمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الجوانب التي لم تأخذ حقها في الظهور لذا حاول تسليط الضوء عليها في بحثه، واستعرض في بحثه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن وهدي النبي في جعل تغيير المنكر على مراتب ثلاث. كما تناول الأستاذ المشارك بقسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الرشيد في بحثه (معالم الرحمة بالحيوان)، بعض نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم بهذا الصنف من المخلوقات، منها إرشاده صلى الله عليه وسلم أمته إلى الرفق بالحيوان حال سوقه للذبح وعند مباشرة ذبحه، وكذلك العناية به من حيث تغذيته وسقيه، ونهيه عن الإضرار بالحيوان بأي شكل كان، وتشويه خلقته، وأمره صلى الله عليه وسلم بتسخير الحيوان لما خلقت له. الدكتور محمد البوشواري تناول بحثه (معالم الرحمة في الحدود)، متناولا كيف يكون الحد رحمة، وتوصل في توصياته إلى أن تطبيق الحدود رحمة لأنه شرع الله ودينه، ودين الله كله رحمة، كما أنه يحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع المسلم، فيأمن الناس على أموالهم وأعراضهم وحياتهم، لأنه يحقق العدل والمساواة بين الناس، فلا فرق بين الغني والفقير، كما أنه يهدف لتطهير المجتمع وتنظيفه من الرذائل والفواحش والظلم والمنكرات. وأوصى الأستاذ المشارك في الفقه الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك بالمملكة الاردنية الهاشمية الدكتور محمد محمود طلافحة في بحثه (معالم الرحمة في المعاملات المالية) الهيئات الشرعية في المصارف الإسلامية وأعضاء المجامع الفقهية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار معالم الرحمة في المعاملات المالية ومقاصدها العامة والخاصة، كما دعا أولي الأمر بذلك حين إصدار الأنظمة والتشريعات المنظمة لعقود المعاملات القائمة والمستجدة حتى ينعم الناس برحمة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المشارك بكلية الآداب والعلوم الإدارية في جامعة أم القرى الدكتورة سلوى بنت محمد المحمادي وعنوان بحثها (معالم الرحمة في حقوق المرأة) تطرقت فيه إلى إبراز مكانة المرأة في السنة، ووصاية الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء وتسميتهن بالقوارير، كما تناولت بعض الحقوق منها حق الحياة، وذكرت فيه كيف أنقذ محمد صلى الله عليه وسلم المرأة من الوأد، وتحريمه، وحق استقلال شخصيتها، وبينت فيه كيف أن شريعة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام احترمت علم المرأة ولم تحرمها هذا الحق، كما كفل لها حقها في أمور الزواج, وذكرت فيه كيف اعز الإسلام المرأة وأثبت لها حقها في اختيار شريك حياتها، وشرط لنكاحها الصداق، وأمر الزوج بالنفقة عليها، وبحسن العشرة، كما اوضحت أنه من الحقوق حق المرأة في العمل، ووضحت الشروط الواجب توافرها في المرأة إذا أرادت الخروج للعمل.