في لقاء اتسم بالشفافية مع عمق الفائدة، اجتمع مساء امس الاول خطباء الخرج والدلم والمراكز التابعة لها في أمسية جميلة ارتكز فيها الحديث عن سبل الوصول للوسطية والأمن الفكري، من خلال خطب الجمعة. وقد افتتحت ملفات متفرعة من هذا الموضوع والتي شارك فيها فضيلة الشيخ الدكتور فهد بن سليمان الفهيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام، وقد بدئ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، عقب ذلك القى فضيلة مدير الأوقاف والمساجد الشيخ محمد بن عبدالعزيز الداعج كلمةً أشاد فيها بمثل هذا اللقاء شاكرا لولاة الأمر على اهتمامهم بالخطباء وشؤونهم ولكل ما يقومون به من خدمة الإسلام، ولوزارة الشؤون الإسلامية التي تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً لما لخطبة الجمعة من أهمية بالغة في التأثير في الناس. كما خص في شكره صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج ولإدارة التربية والتعليم بالخرج على استضافة الخطباء في قاعة الإدارة، ولمعاشر خطباء الخرج والدلم الذين هم على قدر المسؤولية. بعد ذلك تحدث مدير اللقاء الشيخ علي الدسيماني بمقدمة عن فكرة هذا اللقاء وشكر الله على توفيقه وتيسيره هذا اللقاء مقدما شكره لدكتور فهد بن سليمان الفهيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام ممتدا شكره لإدارة أوقاف الخرج على حسن تنظيمها هذا اللقاء، وعلى حضور الخطباء إدراكاً منهم لأهمية هذا اللقاء. ثم بين فضيلته أهمية أن يوضح الخطيب ضرورة الحث على حضور صلاة الجمعة، فهي إضافة لفرضها، هي رسالة بالاجتماع مع المسلمين والنفور منها نفور عن الجماعة. وأكد أهمية أن يكرر الخطيب أصول الدين على المصلين كما كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه مكررا ذلك على كبار الصحابة، ثم شدد فضيلته على أن يبتعد الخطيب عن المواضيع التي تثير ولا تجمع، والابتعاد عن الاهتمام المبالغ فيه بالسجع والبلاغة الذي يصرفه عن قوة المحتوى ويصرف المستمع عن المحتوى. وأشار إلى أهمية طرق مواضيع طاعة ولي الأمر بطرائق متنوعة، وأن يدعو لهم في خطبه وألا يبين سوءاتهم على المنابر، إنما يناصحهم سرا بالمشافهات والمكاتبات الصادقة أو بإيصال ذلك للعلماء الموثوقين الناصحين، إذ تجد هذه الطريقة كل ترحيب لدى ولاة الأمر. وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه قرب الممات قال (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ...) كما حث لأن يكون الخطيب مفتاحا للخير محببا له، رفيقا عند وصفه المخطئين كي يكون ذلك أدعى لقبولهم واستجابتهم، حتى ولو كان ذلك في وصفه للخوارج الذين عاثوا في البلاد فساداً؛ لأن الإنسان بطبعه ينفر ولا يستجيب لغيظ القول. ثم أتاح فضيلته وقتا لتلقي الأسئلة الذي ابتدأ بإجابة سؤال عن مناسبة الخطب المعاصرة التي شدد أن هناك تجاوزات من بعض الخطباء وتركيزا في الخطب الفكرية فقط، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه الخطيب، وذكر ضوابط ومحاذير عند إلقاء مثل هذه الخطب. ثم أجاب عن سائل عن طول خطب بعض الخطباء قائلاً: أنه ليس من السنة وليس من المقبول في الوزارة ولا عند الناس، منوّها على أن الأفضل أن يخطب الخطيب من ورقة كي تكون الأفكار مرتبة وحفظاً لأمانة الكلمة ولوقت المصلين من الاستطرادات. كما هو فعل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. كما حث في إجابة سؤال آخر أن ينهل الخطيب من خطب عظيمة النفع كخطب الشيخ ابن باز وابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان وسماحة مفتي المملكة. كما شدد على أن تعليمات الوزارة المبنية على فتوى اللجنة الدائمة تشدد على دخول الخطيب على موعد دخول وقت صلاة الظهر، الذي هو من طاعة ولي الأمر، ومن مظاهر اجتماع كلمة المسلمين في المدينة الواحدة. وبين أهمية أن يستفيد الخطيب من خطبته للجمعة من ناحية أن يطبق ما قاله، وأن يقوم بتسجيلها لنفسه، وأن يسأل بعض الحاضرين عن ملحوظاتهم واقتراحاتهم للخطبة سعياً منه لتطوير نفسه موضحا باقتراح تبادل الخطباء بين الجوامع لما فيه من التنوع على أن يكون ذلك بعد الرجوع لأنظمة الوزارة. وامتدت إشادته لاقتراح اجتماع الخطيب بالشباب والاستماع لهم ومناقشة همومهم وحلولها، ثم انتهى ذلك الحوار الثري والمداخلات الرائعة بشكر الشيخ للخطباء على لطفهم ومداخلاتهم وأسئلتهم، يذكر أن عدد الخطباء من الخرج والدلم بلغوا حوالي 130 خطيباً.