يختتم المؤتمر العالمي الثالث لعلوم طب القلب المتقدمة "ملك الأعضاء 2010" بالاحساء، وبتنظيم من مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بمحافظة الأحساء والذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ودشنها صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء وبرعاية إعلامية من "الرياض". وأوضح مؤسس ورئيس المؤتمر مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر أن المؤتمر ناقش 6 محاور رئيسية عبر 15 جلسة و 55 محاضرة شارك فيها 32 متحدثاً من المملكة والعالم تمثلت في آخر المستجدات في علاج أمراض القلب، كما تطرق إلى آخر التطورات فيما يختص بالتفاعل بين أمراض القلب والدماغ وأحدث طرق العلاج، مشيرا إلى أنه شارك في المؤتمر العالم الأمريكي فرانس هالبرغ البالغ من العمر 91 عاماً وهو مؤسس علم أحياء الزمن، إضافة إلى رئيس المعهد الأمريكي للتوتر العصبي بول روش، إلى جانب العالم كيلمر ماكوللي مؤسس نظرية "الهيموسستين" في عالم الطب. وخص البروفيسور ماكولي كيلمر من جامعة هارفارد المعروفة ما يسببه مرض ما يعرف ب"جلطة (احتشاء) القلب "الرياض" بحديثه بأن هناك الكثير من العوامل التي تسبب للمريض ألم شديد في منتصف الصدر يستمر عادة لأكثر من نصف ساعة يرافقه تعرق شديد وغثيان وشحوب بسبب انسداد أحد شرايين القلب بخثرة مما يمنع وصول الدم تماما إلى جزء من عضلة القلب، وقد يعطب هذا الجزء من العضلة تماما ما لم يعط المريض العلاج الذي يحل جلطة القلب في أسرع وقت ممكن بعد حدوث الألم الصدري أو يفتح ذلك الشريان المسدود بواسطة قسطرة بالونية، ويتم ذلك أثناء إجراء قسطرة قلبية فورية في الساعات الأولى من حدوث جلطة القلب، وقد لايتوفر ذلك إلا في مراكز قلبية محدودة. البروفيسور كيلمير ماكيولي وتم استضافة البروفيسور كيلمر في المؤتمر نظرا لخبرته العريقة في هذا المجال حيث يدير المختبر الطبي ومختبر علم الأوبئة بمركز بوسطن للرعاية الصحية في روكسبيري الغربية الذي افترض في عام 1969م أن الهوموسستين يسبب أمراض القلب ليكرس حياته فيما بعد لهذا الإفتراض. وأضاف "أن العوامل المساعدة لحدوث مثل هذه الحالات هو مرض السكر والبدانة وعدم القيام بنشاط بدني أو التعرض للضغوط النفسية إضافة لوجود تاريخ مرضي لدى الوالدين أو الأخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب". يذكر أن أبحاث حديثة ألقت الضوء على عدد آخر من العوامل المسببة لهذا المرض منها الهوموسستين الذي ازداد اهتمام الباحثين حديثا به ومدى علاقته بحدوث أمراض شرايين القلب التاجية، وخاصة في سن مبكرة من العمر ما جعل الكثير من الأمريكيين يسألون الأطباء لفحص مستوى الهوموسستين في دمائهم، للتأكد من عدم وجود ارتفاع في مستواه وذلك بعد أن أكدت دراسة تحليلية نشرت في مجلة JAMA الأمريكية عام 1997 وشملت 27 دراسة طبية، أن كل ارتفاع بمقدار 5 ميكرومول / ل في مستوى هوموسستين الدم يزيد خطر حدوث مرض شرايين القلب التاجية بنسبة تصل إلى 60 % عند الرجال، و 80 % عند النساء، كما أكدت الدراسات العلمية أيضا أن ارتفاع مستوى الهوموسستين في الدم يتناسب عكسيا مع كمية حمض الفوليك وفيتامين ب6 وفيتامين ب12 المتناولة في الطعام. ومن المؤكد أن العلاج بحمض الفوليك والفيتامين ب6 وب12 يخفض مستوى الهوموسستين في الدم، إلا أنه لا توجد في الوقت الحاضر دراسات تثبت أن مثل هذا العلاج يخفض احتمال حدوث مرض شرايين القلب.