عالم الصور الفوتوغرافية اليوم لم يعد حكراً على الرجل، بل تميزت فيه الكثير من المصورات السعوديات، اللاتي جعلن للصور الفوتوغرافية مذاقاً خاصاً يضيف للقطات التصويرية النادرة والملتقطة بمزيج من العلم والذوق لمسه أنثوية مميزه تضفي على صورهن طابعاً خاصاً، يعكس نظرتهن الفنية. فلم تعد المرأة تخفي كاميراتها، بل أصبحت تبحث دون تردد عن أحدثها وتلحقها بآخر موديلات عدساتها وتجازف لتلتقط صورة مر عليها الآخرون دون اكتراث بها، وتعتبرها من أغلى مقتنياتها، كما تقيم المعارض ليستمتع محبو الصور الفوتوغرافية بها. ومن الفنانات المبدعات في التصوير الفوتوغرافي الفنانة "سلافه الفريح" المصورة الفوتوغرافية التي دأبت على تطوير موهبتها، فالتحقت بالدورات التدريبية خارج وداخل المملكة، ووجهت كثيرا من المبدعات السعوديات في مجال التصوير الفوتوغرافي. جانب من أعمال المصورة سلافة بداية قالت "سلافة" في حديث ل"الرياض": منذ طفولتي وأنا اعشق التصوير الفوتوغرافي، وكنت أبحث عن المشاهد الجميلة وأصورها بطريقه مختلفة، واعتمد في ذلك على ثقافتي في هذا المجال وحسي الفني، كما كنت اعتمد كثيراً على الصور الفوتوغرافية في حصصي الدراسية لشد انتباه الطالبات وتثبيت المعلومة، فقبل تفرغي للتصوير الفوتوغرافي كنت معلمه لغة عربية، وهذا ما أنصح به المعلمات في الوقت الحاضر؛ لأن الصور يمكن استخدامها في كل المواد الدراسية دون استثناء؛ لترسيخ المعلومة لدي الطالب وهي تسهل مهمة المعلم في إيصالها. وأضافت:" انه من الصعب الجمع بين التصوير الفوتوغرافي كموهبة والعمل التجاري، وأرجعت ذلك لعده أسباب، ومنها مزاجيه الفنان". وأشارت إلى أن غالبية الفنانين موهوبون بالفطرة، والتقاط الصور يعتمد على مزاجية الفنان، وهذا مخالف للعمل التجاري فهو التزام بعمل في وقت محدد بغض النظر عن الرغبة في التصوير، وهنا يخرج العمل التجاري الفنان من دائرة الإبداع إلى العمل الروتيني، وقد تموت الموهبة مع الروتين"، مشيرة إلى أنها استطاعت الموازنة بين مهنة التصوير وموهبة التصوير لديها، وذلك عبر إنشائها استديو خاصاً بالمنطقة الشرقية تقوم فيه بالتصوير وفق ضوابط خاصة، تتيح لها تنمية موهبتها وعدم إخضاعها لقوانين العرض والطلب مؤكدة، على أن التصوير الفوتوغرافي يحتاج إلى المداومة على التدريب ومواكبة التطورات في هذا المجال ولا يعتمد على الموهبة فقط، وهذا يحتاج إلى تفعيل الدورات المحلية التي نعاني من قلتها، لعدة أسباب أهمها ارتفاع أسعار التدريب من جهة ومن جهة أخرى انشغال كبار المصورين الفوتوغرافيين بأعمالهم الخاصة، مشيدة بالمصورات السعوديات. وقالت:"إن المصورات بحاجه إلى دعم مادي، فالكاميرات المحترفة غالية جداً قد يصل سعرها إلى 150 ألف ريال، كما أن الدورات التدريبية قليلة جداً وغالبها تكون مادية، كما لا نزال بحاجة إلى تثقيف المجتمع بأهمية التصوير الفوتوغرافي، فهو يحكي تاريخ وجمال ورقي المملكة من جهة، ويقدم للعالم أجمع صورة لواقع المملكة، وما وصلت إليه من حضارة يجب أن تؤرخ فوتوغرافياً، كما أن للصور جانباً آخر مهماً في طرح القضايا وتوجيه الرأي العام وتنميه الفكر لجميع فئات المجتمع.