يعتبر عقل الإنسان أعقد جزء في جسمه، فقبل أكثر من ثلاثة عقود قدر العلماء عدد الخلايا العصبية في المخ بحوالي عشرة بلايين خلية، أما الآن فقد توصل العلماء لعدد أكثر دقة وهو أن قشرة الدماغ فقط تحتوي على 22 بليون خلية عصبية و 220 تريليون رابط فيما بينها. هذا الناموس العجيب الذي يحكم آلية عمل الخلايا العصبية وينظم تفاعلاتها، دفع بعلماء الأعصاب، ومهندسي الحاسب وعلماء النفس للسعي إلى محاكاة عمل الدماغ البشري حتى يتمكنوا في نهاية المطاف إلى بناء بنية لحواسيب عملاقة تحاكي عمل العقل البشري. إن الشبكات العصبية الاصطناعية (artificial neural network) كأحد مجالات الذكاء الاصطناعي تعمل على تمثيل عقل الإنسان عن طريق شبكة من المعطيات الرقمية (التي تمثل الخلية العصبية) متصلة بروابط موزونة (التي تمثل الروابط بين الخلايا) والتي يتم معالجتها بواسطة نموذج رياضي محدد. فالمعطيات لوحدها لا تقوم بأي تأثير، أما إذا اتحدت هذه المعطيات مع الأوزان فإنها تؤدي في تحديد المهمة المطلوبة من الشبكة العصبية. إن تطبيقات الشبكات العصبية الاصطناعية كثيرة ومهمة في مجال الحاسب الآلي وخاصة في بناء الألعاب، فحتى يستطيع مبرمجو الألعاب صناعة لعبة تفاعلية غير رتيبة أو مملة فضلا على أنها تستطيع التعلم من تفاعلها مع اللاعب، يمكن توظيف نماذج لشبكات عصبية تتأقلم مع سلوكيات اللاعب وأنماط تفاعله مع اللعبة. كذلك هناك تطبيقات التعرف الآلي مثل التعرف على الأشخاص والتعرف على الصوت أو الصورة وكذلك الخطوط والكتابة باليد. فيمكن بواسطة الشبكات العصبية الاصطناعية تدريب الشبكة على أنماط معينة من الكتابة أو الصوت ليتم بعد ذلك التعرف عليها آليا.