تولى الملك خالد بن عبدالعزيز الحكم عام 1395ه بعد وفاة الملك فيصل، حيث يعد رابع الملوك بعد الملك عبدالعزيز - رحمه الله. ولد الملك خالد في مدينة الرياض في شهر ربيع الأول من عام 1331ه (1913م)، ونشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز، فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في طفولته، ودرس العلوم الشرعية على يد نخبة من علماء البلاد، فكان لهذه التنشئة الدينية أثرها العام المتميز في حياته، وبويع ملكاً على البلاد بعد استشهاد الملك فيصل يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول عام 1395ه (25 مارس 1975م). وتولى الملك خالد - رحمه الله - عدة مناصب خلال تولي والده الحكم منها تعيينه نائباً للملك فيصل في الحجاز عام 1346ه، وعيّن ممثلاً عن والده الملك عبدالعزيز ورئيساً للجنة التفاوض لإنهاء الخلاف على الحدود بين المملكة واليمن في عام 1353ه، وكذلك عّين نائباً لرئيس مجلس الوكلاء 1373ه ثم رئيسا للمجلس في عام 1385ه، إلى جانب ذلك فقد عينه الملك سعود نائباً أولاً لرئيس مجلس الوزراء عام 1382ه، وعيّنه الملك فيصل ولياً للعهد في عام 27/11/1384ه الموافق 1965م، ثم أصبح نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في عام 1390ه، وأخيراً أصبح ملكاً على المملكة 13/3/1395ه. واتسمت سياسته الخارجية بالتواصل مع الثوابت السعودية التي قررها الملك عبدالعزيز عند تأسيس المملكة والمتمثلة في حماية الدولة، والتمسك بتعاليم الإسلام، والاحترام الكامل لمبادئ ميثاقي جامعة الدول العربية وهيئة الأممالمتحدة، وفي مجال التضامن الإسلامي رأس مؤتمر القمة الثالث عام 1401ه (1981م) بجوار البيت العتيق في مكةالمكرمة لمناقشة قضايا المسلمين وتوحيد صفوفهم، وحصل في 18 صفر 1397ه الموافق 6 فبراير 1977م على الميدالية الذهبية للسلام من الأممالمتحدة، اعترافاً من المنظمة الدولية وتقديراً منها لإسهامات جلالته العديدة من أجل استتباب السلام في العالم. .. ويؤدي العرضة السعودية حينما كان ولياً للعهد وحققت المملكة في عهد الملك خالد قفزات كبيرة في شتى القطاعات، فمع انطلاقة صندوق التنمية العقارية نفذت مشاريع ضخمة في مجالات الإسكان، وفي قطاع العدل تم إحداث نحو 100 محكمة وكتابة عدل في مختلف أنحاء المملكة، أما قطاع التعليم العام والتعليم العالي فقد تمت إصلاحات تعليمية لافتة، حيث تم افتتاح جامعة الملك فيصل وإنشاء المعهد العالي للخدمة الاجتماعية للبنات في الرياض، وإنشاء كلية الملك خالد العسكرية التابعة للحرس الوطني، وإنشاء جامعة أم القرى في مكةالمكرمة، كما تم وضع الحجر الأساس لمدينة الملك سعود الجامعية ومدينة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وفي التعليم الفني والتدريب المهني تم إنشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وفي القطاع الصحي كان أبرز إنجازات وزارة الصحة زيادة عدد المستشفيات، وإنشاء مستشفى الملك خالد للعيون وافتتاح مستشفى الملك فيصل التخصصي، كما تمت توسعة المستشفيات العسكرية في الرياض وخميس مشيط، وافتتاح كليات طب جديدة في جامعتي الملك عبدالعزيز والملك فيصل، بالإضافة إلى مستشفيات جديدة في جدة والهفوف والخبر والمدينةالمنورة وجازان، وأصبح قطاع الزراعة مصدر ثروة كبيرة للمملكة حيث صدرت المملكة إنتاجها الزراعي من القمح بعد أن كانت مستوردة، وحظي قطاع الزراعة باهتمام كبير كما شيدت العديد من السدود والأقنية ومشاريع المياه وشبكاتها وتصريفها، إلى جانب ذلك تم افتتاح أول فرع للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في مدينة الرياض، ومن الأعمال التي تم إنجازها في عهده إنشاء وزارة الصناعة والكهرباء في عام 1975م، وفي مجال الصناعة ارتفع عدد المصانع العاملة إلى 1511 مصنعاً في عام 1982م، بينما كان العدد 479 مصنعاً في عام 1975م، كما تم إنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» عام 1976م، وكذلك إنشاء المدينة الصناعية الأولى في كل من الرياض والدمام وجدة، ومدينتي الجبيل وينبع الصناعية هما أحد المآثر البارزة التي أنشئت في عهد الملك خالد يرحمه الله. الملك خالد خلال تدشينه أحد المشروعات التنموية