رفعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي والهيئات والمراكز الإسلامية التابعة لها تهانيها إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، والذي يصادف اليوم الأول من الميزان، ويوافق من هذا العام الرابع عشر من شهر شوال الجاري. وأشادت الرابطة في بيان أصدره أمينها العام معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، بتاريخ المملكة وصفحاته المشرقة التي سطرها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، الذي جاهد في الله حق جهاده، وحقق انتصارات خالدة عظيمة في مواجهة القضايا والمشكلات التي كان يعاني منها شعبه، وفي مقدمتها الشتات والجهل والفقر. وقال معالي الأمين العام للرابطة: لقد وفق الله سبحانه وتعالى الملك عبد العزيز للتغلب على هذه التحديات ، وذلك عندما سجل نجاحات تاريخية في لمّ شمل شعبه وتوحيد أجزاء المملكة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم وضع الأسس التي مكنته من بناء صرح إسلامي عظيم "المملكة العربية السعودية" على نهج الإسلام. وبين د. التركي أن الملك عبد العزيز رحمه الله أسس نهجاً فريداً لدولته ولشعبه أقامه على عدد من القواعد الأساسية، لخدمة وطنه، وخدمة الإسلام والمسلمين، اتخذها من بعده أبناؤه منهجاً في البناء والحكم والسياسة، ومن أهم تلك القواعد: تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وتحقيق الأمن والطمأنينة للشعب في جميع أنحاء الوطن، وتحقيق وحدته الوطنية، وتأسيس البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحقق نقلة حضارية للوطن وأهله، وخدمة بيوت الله وعلى رأسها خدمة الحرمين الشريفين، وصيانة قدسيتهما، وتوفير الرعاية والأمن للحجاج والعمار، والعمل على نشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والدعوة إلى وحدة المسلمين ومعالجة المشكلات التي تعاني منها الشعوب الإسلامية. وقال د. التركي: إن اليوم الوطني يذكر كل سعودي وكل مسلم بما أنجزه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي وحد المملكة وحافظ على قيمها الإسلامية وتقاليدها العربية العريقة الأصيلة، معتمداً في ذلك على خالقه عز وجل . وأضاف إن توحيد المملكة وقيامها على أسس من الإسلام إحياء لدولة الإسلام في العصر الحديث، وتجديد لأمة العقيدة والتوحيد ، ببناء دولة حديثة اتخذت من الكتاب والسنة دستوراً لها، ومنهاج حياة في جميع شؤونها الصغيرة والكبيرة الداخلية والخارجية ، فكانت هذه الدولة بفضل الله عزاً للإسلام وعوناً للمسلمين وخادمة للمقدسات الإسلامية، وكان أثر توحيد المملكة وقيامها على الإسلام خيراً وبركة على جميع المسلمين. وبين معاليه أن الملك عبد العزيز رسم سياسة المملكة العربية السعودية في التضامن الإسلامي، وكان أول حاكم مسلم في العصر الحديث يدعو إلى هذا التضامن ويضعه موضع التطبيق، وقد سجل التاريخ أن أول مؤتمر إسلامي عام في حياة المسلمين المعاصرة هو الذي دعا إليه الملك عبد العزيز عام 1345ه وحضرته وفود الدول الإسلامية ، وكان هذا المؤتمر مناسبة جمعت ممثلي المسلمين في العالم، ومن ثم صار هذا النهج في الدعوة إلى وحدة المسلمين وتضامنهم سمة مميزة لسياسة المملكة التي تحرص على وحدة كلمة المسلمين. وأضاف معاليه: لقد سار على هذا النهج أبناء الملك عبد العزيز، وحققوا منجزات كبرى في مجال التضامن الإسلامي، ومن ذلك قيام منظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، وغيرهما من المنظمات والمراكز الإسلامية التي تنتشر في معظم أنحاء العالم للدعوة إلى سبيل الله وجمع كلمة المسلمين. وقال د.التركي: لقد استمرت مسيرة الخير والبناء والسعي إلى وحدة المسلمين إلى هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله والذي وصلت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل جهوده الكبيرة إلى درجة عالية من التقدم والنمو في مختلف المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي والتعليمي ومجال العلاقات الدولية، بالإضافة إلى المساعي الخيرة في التوفيق بين المسلمين وحل النزاعات بينهم، والسعي إلى توحيد كلمتهم ومواقفهم، وقد شهد العالم مبادرات عديدة قدمها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في هذا المجال، ومن ذلك رعايته للمصالحة بين السودان وتشاد، وجمعه للأطراف الفلسطينية المختلفة في مكةالمكرمة لإنهاء الخلافات بينهم، ومسعاه لحل المشكلات القائمة بين الطوائف والفرق المتحاربة في العراق، ومساعيه المستمرة لحل النزاع والاختلاف في لبنان والصومال وغيرهما من بلاد المسلمين.