وضع سعد شداد وهو بطل من أبطال الرياضة السعودية وأحد صانعي الانجازات يده على الجرح، وعندما نقول وضع يده على الجرح فهذا يعني أن الرياضي الخبير شخص لنا الداء ولم يكتف بذلك بل نجح في وصف «روشتة» العلاج. عند تدشين برنامج الصقر الأولمبي جاءت أولى الكلمات حاملة الوعود بأن هذا البرنامج سيبدأ بتهيئة اللاعبين وتجهيزهم لأولمبياد لندن 2012 أي قبل ثلاثة أعوام من انطلاق الأولمبياد، من يعرف الرياضة وتجهيز اللاعبين الأبطال تجاوز هذا الكلام بل اعتبره كلاماً يأتي ضمن باب التطمينات التي نجيدها والوعود التي ننام على وسائدها طويلاً. لكن العارفين بواقع الرياضة وبرامج صناعة النجوم ومنهم سعد شداد يعرف كل المعرفة أن الأبطال يحتاجون لسنوات طويلة لتجهيزهم قبل أن يدخلوا مضامير الأولمبياد، وقبل أن يتوشحوا بالميداليات. إذا لا مجال هنا لذر الرماد في العيون فالبطولات والانجازات لا تأتي بالصورة التي تتم حالياً ولا بالصورة التي ينشدها البعيدون عن استراتيجيات التخطيط السليم. تجهيز النجم يحتاج لأحد عشر شهراً كما قال شداد وليس لشهرين في العام كما يحدث للاعبينا، وهذا ما جعل لاعبينا يبتعدون عن جولات الدوري الماسي لألعاب القوى بعد أن كانوا من قبل يجوبون البلدان الأوروبية للمشاركة الفعالة. ما قاله سعد شداد حقائق دامية، وتنتثر حولها أسئلة عدة هل ما قاله عن المدن الرياضية وتذمر مسيريها من معسكرات المنتخبات السعودية؟ وما ذكره عن المنشآت الرياضية التي نتباهى بها ونعتبرها الأفضل دائماً على صعيد الشرق الأوسط! هل ما تطرق له شداد صحيح؟ الإجابة لن نعرفها إلا إذا تم فتح تحقيق من المسؤولين حول هذه القضية تحديداً. تحدث البطل العالمي بصورة رائعة حول غياب الإمكانات وطريقة المحاسبة وربط بينها وبين المدة الزمنية التي يقضيها اللاعبون في معسكراتهم، وطالب بعودة النجوم الحقيقيين للألعاب بعد اعتزالهم، كاشفاً عن أن المدربين المتواجدين في الأندية حالياً هم في دائرة الإخفاق التي تعيشها الألعاب المختلفة. طالب سعد بالرقابة على الأموال التي تصرف على المعسكرات وتمنى أن تصل رسالته إلى الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل. لهذا يجب أن لا يمر حديث الأسمري دون أن توضع الحلول للمشكلات التي طرحها والاستفادة من نجم بحجم شداد وآخرين في كل اللعبات. ومضات - جاءت الانتصارات التي حققتها منتخبات الاحتياجات الخاصة وألعاب القوى والفروسية بمثابة النور الذي يضيء النفق المظلم الذي عاشته رياضتنا المحلية وبعد الانكسارات التي تعرضت لها الرياضة السعودية. - دورة الألعاب الآسيوية على الأبواب ويبدو أن المحصلة السعودية من الميداليات لن تكون كسابقتها في قطر، فاليابانيون لن يتركوا لنا ألعاب السرعة التي احتكرناها طويلاً، وأملنا في الوثب وألعاب الفروسية وفي باقي الألعاب لا نتوقع المعجزات. - على رغم أن ألعاب القوى تمر بمرحلة التقاط الأنفاس إلا أنها كانت هي أول من حقق للوطن ميدالية أولمبية، وأعرف المجهودات التي يبذلها الأمير نواف بن محمد لإعادة قطار أم الألعاب إلى قضبان الانتصارات من جديد، لكن اليد الواحدة لا تصفق. -وقفة مسؤولي استاد الملك فهد تجاه من حاول الإساءة للرياضة السعودية وفرقها تستحق الإشادة، وقبل ذلك يجب القول إن ما قامت به هذه الفئة لا يمثل سوى ثقافتها وثقافة من يسيرها. -الهلال والشباب ومنتخبا الشباب والناشئين في مهام وطنية نأمل أن يعودوا بالتفوق لتستمر الإنجازات السعودية.