بعد أن قطعت المملكة شوطاً كبيراً في مسيرة التحول للتعاملات الإلكترونية الحكومية، حان الوقت ليرصد المجتمع الإنجازات الوطنية التي تمت خلال الفترة الماضية على اعتبار أن الجميع شركاء في هذا العمل التنموي الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة بالغ الاهتمام وجل المتابعة. ولا يخفى على أحد أن تحول المملكة إلى مجتمع معرفي متكامل تترابط فيه الجهات الحكومية المختلفة سيساهم في انسيابية البيانات فيما بينها بما يضمن تنفيذ التعاملات وتقديم الخدمات المختلفة بأسلوب عصري وميسر وهو ما يصب في نهاية المطاف في صالح المجتمع بأطيافه المختلفة. غير أن ذلك يتطلب من ناحية أخرى تضافر كافة الجهود ليس فقط من قبل الجهات الحكومية، بل أيضاً من المستفيدين مما تقدمه تلك الجهات من خدمات إلكترونية. وانطلاقاً من مبدأ المشاركة والتفاعل البناء الذي يتم الاعتماد عليه ويؤتي نجاحاً واضحاً في مثل هذه الأعمال التنموية المستدامة، فقد جاء المؤتمر الوطني للتعاملات الإلكترونية الحكومية في نسخته الثانية ليعرض التجارب المتميزة للمملكة في هذا المضمار، وليلقي الضوء على أفضل الممارسات الخاصة بتجارب الآخرين ليكون بذلك فرصة مواتية يمكن للمشاركين والحاضرين التعرف من خلاله إلى ما يتم تنفيذه من أعمال وخطط تساعد على تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى التي تهدف للصالح العام. وفي هذا الحدث البارز الذي ينطلق برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ويحضره أكثر من 2500 شخصية بارزة ما بين مسؤول حكومي وخبير دولي في مجال التعاملات الإلكترونية، فإن الفرصة أضحت متاحة للجميع للمشاركة والإسهام في دفع عجلة التحول الإلكتروني إلى الأمام؛ خاصة حينما نعلم أن أعداد التعاملات الإلكترونية التي تمت في بعض الجهات الحكومية قد تخطت أكثر من 647 مليون عملية خلال عام 2009. وفي محفل علمي كبير كهذا، فإن الفرصة مواتية كذلك للجميع للتعرف على دور التقنيات الحديثة والوسائل الإلكترونية وضرورتها لتطوير أداء العمل في الجهات الحكومية، وتفعيل المفاهيم الحديثة مثل التخطيط الاستراتيجي وأبعاده ومرتكزاته، ومفهوم الجاهزية الإلكترونية، فضلاً عن مفهوم إدارة التغيير وأهميته، إضافةً إلى أهمية تطوير العمليات الإدارية في الجهات الحكومية. ويبقى الدور المنوط بكل منا مستمراً لدفع هذه المسيرة التنموية إلى الأمام انطلاقاً من الثقة الغالية التي توليها قيادتنا الكريمة بنا جميعاً كأعضاء فاعلين في هذا المجتمع وعملاً بمبدأ التفاعل البناء الذي يؤتي خير الثمار بإذن الله. وختاما يشرفني نيابة عن أعضاء اللجنة الإشرافية للمؤتمر دعوة المختصين والمهتمين في هذه المسيرة لحضور فعاليات المؤتمر التي تنطلق يوم الاثنين المقبل وزيارة المعرض المصاحب. * المدير العام لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر) رئيس اللجنة التنفيذية المنظمة للمؤتمر