لا يذهب خيالك أيها القارئ العزيز بعيداً ... فالذي أعنيه تحديداً هو قيادة السيارات.. نعود إلى القيادة في جدة فقد كنا ندعو بالويل والثبور على طريقة القيادة في الرياض والتى ربما كبحت جماحها المنفلت كاميرات ساهر الذي لا ينام لا ليلاً ولا نهاراً حفظه الله من كل سوء وحفظ العباد من السائقين المتهورين ولكن الرياض أرحم بكثير فالذي يحدث وفي جدة لا يقاس بأي بلد ، تتوقع في كل لحظة من لحظات قيادتك لعربتك أن يدخل عليك وفجأة ومن حيث لا تتوقع مخالفٌ للسير أو قاطع إشارة أو يقف بشكل خاطئ دون أن تلحظ اعتذاراً أو تأسفاً أو حتى خجلاً من الله وخلقه.. حقيقة أنا أشعر بالرعب الذي يجتاح الطرقات والمخارج وعقلية القيادة لعربات تسابق الريح والوجوه التي لا تلتفت يمنة ويسرة لتجاوز تقاطع أو دوار ، بل كأن هذه الطرقات ملكية خاصة وكأن السائقين الآخرين غير موجودين في سياراتهم على الإطلاق. رجل المرور لم ألحظه وخصوصاً في رمضان ليبعث على الأقل الهيبة على السائقين، ونحن الكتّاب الذين تناولنا هذا الموضوع مئات المرات سوف نجد من يقول لك إن رجال المرور ليس لديهم العدد الكافي لنشرهم في كل موقع قلنا آمنا بالله فإذاً أين ذهبت هذه الملايين والتي صرفت على هذه الكاميرات والعربات المملوءة بالتقنية لاصطياد المخالف ؟! أنا من موقعي هذا أبصم بالعشرة على أن المعضلة الكبرى أمام قيادات المرور في هذا الوطن الكبير هي أنه لا هندسة مرورية لطرقاتنا تلك التي تمكّن أجهزة المرور من السيطرة على المسارات بل إن الفتحات في الرصيف تعد بالعشرات في طريق صغير أو داخل الحارات مما يحدث الفوضى.. إن مصدر الخوف الحقيقي هو من هؤلاء العمال الذين يمتطون السيارات التي لا يحلمون بقيادتها في أوطانهم وإذا تحقق لهم ذلك فإن أنظمة صارمة ستقف لهم بالمرصاد. سوف أذكر لكم مثالاً واجهني عندما كنت أعبر الجسر الموصل بين المملكة والبحرين وعند آخر مرحلة لإنهاء الإجراءات شاهدت شاباً بمفرده يلتزم بربط الحزام وعندما دخل الأراضي السعودية قام وبكل ثقة واحترام بإلغاء ربط الحزام وكأنه يدرك أن لا رقيب على ذلك . السؤال المر : لماذا تجد نفس الشخص في البحرين يحترم القوانين وفي بلده يتحرر من هذه القوانين؟! وسلامتكم..