تعرض المئات من أجهزة الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر في أكثر الأسواق ارتيادا لهواة التكنولوجيا في العاصمة السعودية الرياض والمعروف باسم سوق الكمبيوتر والاتصالات. ويتراوح المتسوقون من الشبان الذين غالبا ما يرتادوا السوق مرة أو مرتين في الشهر لمعاينة أحدث الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر إلى نظرائهم الأكبر سنا الذين يرغبون في شراء هواتف وأجهزة كمبيوتر لأبنائهم. ويعج السوق بالنشاط في أي يوم من أيام الأسبوع حيث يمر الزبائن من أمام لوحات إعلانية مضاءة بالكهرباء تجذبهم لشراء أحدث الهواتف من طراز اي فون وبلاكبيري. والسعودية التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 28 مليون نسمة هي واحدة من أكثر الأسواق استهلاكا للتكنولوجيا الحديثة. واظهر تقرير أصدرته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالسعودية لعام 2010 أن عدد المشتركين في شركات الهواتف الجوالة زاد 1.2 مليون مستخدم في الربع الأول من العام ليصل العدد الإجمالي لمستخدمي الهواتف الجوالة إلى 46 مليون مستخدم أي مثلي عدد السكان تقريبا. ويستخدم معظم السكان الآن الهاتف الجوال كأحد الضروريات. وتوجه شخص لشراء هاتف جوال رابع من السوق بالرياض وقال "هم أربع جوالات في البيت اللي في الجامعة معه جوال ومعي جوال وأهلي في البيت جوال، والولد الآن جواله خرب فبنشتري له جوال." ويسمح تنوع الأسعار في السوق للمشترين بانتقاء واختيار ما يناسب إمكانيتهم المادية. وقال بائع هواتف جوالة يدعى محمد الحسين "الأسعار تبدأ من نوكيا اقل شي 100 ريال. الآن في اي فون الجديد ال 4G يصل 4400 ريال. " لكن الشبان السعوديون هم في الأساس القوة الدافعة في هذا السوق حيث أن أكثر من نصف السكان تتراوح أعمارهم بين سن 15 و64 عاما. وعلى نحو اعتيادي أو من منطلق التنافس بين الشباب فان الشبان الشابات يركزون بشكل مستمر على احدث مبتكرات الهواتف الجوالة. وقال زبون في سوق الكمبيوتر "أنا جاي أبيع جوالي القديم واشتري جوال جديد بلاكبيري وكل ما ينزل جوال جديد بالسوق اجي وأشوفه. " وتشير دراسة أجريت عن شركة تكنولوجيا المعلومات إلى أن معدل الإنفاق الحالي على أجهزة تكنولوجيا المعلومات والهواتف الجوالة يصل الى 3.7 مليار دولار سنويا. وأظهر التقرير أن هذه الكمية ستتزايد بما يعادل تقريبا مليار دولار بحلول عام 2014. وقال بائع هواتف جوالة في الرياض أن الأشخاص في المملكة العربية السعودية لا يستطيعون العيش بدون هاتف جوال. وأضاف البائع ويدعى رعد العزيز "أهم شيء الجوال ما يقدروا يتخلون عنه. في أثناء ذلك قال زبون شاب أن الهاتف الجوال أصبح من ضروريات الحياة. وأضاف "والله أنا تقريبا اصرف بالسنة ما بين مكالماتي وتبديل أجهزة تقريبا 11 ألف إلى 10 ألف ريال وهذا متطلبات الحياة." وعلى الجانب الآخر من السوق في الجزء المخصص لأجهزة الكمبيوتر المنزلي واللاب توب بات من الواضح أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت من ضروريات البيت بالتوافق مع الهواتف الجوالة. وأظهر بحث أجرته في الآونة الأخيرة شركة كمبيوتر أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر والإكسسوارات في المملكة ستصل إلى 1.8 مليار دولار بحلول نهاية عام 2010 في زيادة طفيفة عن العام السابق حيث وصلت المبيعات الى 1.6 مليار دولار. وقال بائع كمبيوتر "على سبيل المثال بالأرقام كنا مثلا نبيع 40 جهاز باليوم صرنا نبيع 60 أو 70 تقريبا بسبب أن الآباء أصبحوا يهتمون يوفروا لأبنائهم كل شخص حتى لبناتهم وزوجاتهم جهاز كل واحد الو جهاز خاص فيه." ووصل معدل الإنفاق للفرد على أجهزة التكنولوجيا الحديثة والهواتف الجوالة في السعودية عام 2009 إلى 874 ريال أي أعلى من تركيا وماليزيا وكذلك من مصر أكثر الدول تعدادا للسكان في العالم العربي. ومن بين دول الخليج العربية فإن الإمارات العربية المتحدة هي الأعلى إنفاقا بالنسبة للفرد على منتجات تكنولوجيا المعلومات حيث يصل معدل الإنفاق إلى 2982 ريال في كل عام.