عندما ابتدأ "طاش ما طاش" قبل "18عاماً" كان مجرّد إضحاك وتسلية إلى أن ابتدأ المشاهد العادي يعرف مبتغى وتوجه طاش في تلك السنوات بعد ان كان يبث في القناة الأولى السعودية. في تلك السنوات انشطر المشاهد بين المعارض والمؤيد لأفكاره وتبنيه بعض الأطروحات منها السلبيات في المجتمع أو في الدوائر الحكومية وغيرها, المهم أن لطاش فائدة مهمة في تعديل بعض القرارات داخل المؤسسات وغيرها. هناك من طالب بتوقف طاش وحرمان المجتمع من مرآته التلفزيونية, الذاكرة تعود عندما تم تحريم مشاهدته في سنوات مضت.! تلك الفتوى أتت بضجيج اجتماعي مطالبة باستمرار ما بدأه من نقد هادف مصححاً بعض التقاليد الاجتماعية السلبية وتعديل نظام بعض المؤسسات الحكومية، منها البيروقراطية في المحاكم والتعليم. هناك من يقول إن خروجه الى شاشة "mbc" قد أعطته الحرية بطرح ما يريد, ومن تابع طاش منذ انطلاقته يعرف أنه في كل عام يضع يده على سلبيات اجتماعية ومعاناة في الدوائر والمؤسسات بأسلوب ساخر وآخر جاد. عبدالله السدحان وناصر القصبي وعبدالاله السناني, أسماء متحركة فينا, ننتظرها في كل عام ليعبروا بشيء ما في داخلنا, أظن لو كان لاحد غيرهم لتوقف منذ حين بعد أن عادت لهم حمى الرفض والتحريم في العام (1417ه) وعام (1424ه). ليس لأي عمل قد يستمر بالقبول والأعلى مشاهدة طوال سنوات مضت, سار في تقليده جميع من لهم علاقة بالدراما "السعودية", لكن ليس لأي ممثل او عمل أن يكون محل ثقة من مجتمعه ومسؤولية كما هو الحال "لطاش" الكل يطمح أن يكون طاش إنما ليست كلها "كفكر طاش". المؤكّد انه دخل ضمن تقاليدنا الرمضانية وفلكلورنا الاجتماعي, "17 جزءا" في "18 عاماً" لكنه يسير على نفس المبادئ والتوجه وكأن شيئا لم يتغير. أحيانا تجدك أمام كركترات معادة في الشكل لكن مضمونها جديد مختلف يجبرك على متابعته كما هو "فواد" أو "أبو صالح" أو "المتسعود" وغيره, العمل الثقة الحب تجبر المتابع على احترام ما يقدم له. "طاش ما طاش" كلما عاد الينا بقالب جديد نعود الى بداياته لنسترجع معه سيرته التلفزيونية الرائعة فالأهداف والسلوك لم يتغير وكأن المشاهد مازال في "طاش ما طاش". السيرة وان صادفته بعض الإشكاليات الفنية أو رفض القلة, يظل هو الأميز حتى من رفضه وندد بوقفة يعود لمشاهدته. الطموح الثقة فَهم تفاصيل المجتمع وما يطلبه هي من جعله الأيقونة الرمضانية الهامة ليس للشعب السعودي, مع كل الأحوال يؤكد "طاش ما طاش" أنه الأهم وإرث الدراما السعودية الذي أشعل ناراً ولّم يطفئها, يقبع في نفوس كل السعوديين يؤكد أنه ارث اجتماعي لا ينسى. كلما مر الزمن عليه ينضج ويكبر ليس في صورته وإخراجه إنما في فكره وطرحه, المجتمع في أمس الحاجة ل "طاش" ليضع كالمعتاد بصمته ويستمر في ديدنه في إشارات خاصة لا تكون الا في محيطنا السعودي.