الأرق وقلة ساعات النوم بسبب الأرق أو بسبب السهر هما أكثر اضطرابين شيوعا بين اضطرابات النوم. ونقص النوم له مضاعفات كثيرة تؤثر على الكثير من الأعضاء من نقص في المناعة إلى زيادة الوزن وزيادة احتمال الإصابة بالسكر والضغط وغيرها. الجديد هو ما نشر هذا الشهر في مجلة "النوم" المجلة الرسمية للأكاديمية الأمريكية لطب النوم (سبتمبر 2010) عن علاقة الأرق المصاحب بعدد ساعات نوم أقل من ست ساعات يوميا بزيادة احتمالات الوفاة عند الرجال. وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذه الدراسة بصورة كبيرة و باهتمام كبير. وهذه هي الدراسة الأولى التي تربط الأرق أكثر اضطرابات النوم شيوعا بزيادة احتمالات الوفاة. وقد درس الباحثون 1000 امرأة متوسط أعمارهن 47 سنة و741 رجلا متوسط أعمارهم 50 سنة وتابعوهم لمدة 14 سنة وإن كانت مدة متابعة الرجال أطول من النساء بحوالي أربع سنوات. وقد شخص الأطباء الأرق بسؤال المتطوعين عن أعراض الأرق ومن ثم تأكيد ذلك موضوعيا في المختبر. وتم تعريف الأرق المزمن بالأرق الذي استمر مع المريض أكثر من سنة. وتم تشخيص 8% من السيدات و4% من الرجال على أنهم مصابون بالأرق المزمن. ووجد الباحثون أن المصابين بالأرق من الرجال والذين ناموا أقل من ست ساعات يوميا كانوا أكثر عرضة للوفاة بأربعة أضعاف مقارنة بالذين ناموا أكثر من ست ساعات. واستمر هذا التأثير حتى بعد السيطرة على العوامل الأخرى التي قد تزيد من احتمالات الوفاة مثل مرضي السكر والضغط وزيادة الوزن والتدخين وغيرها. ووصل احتمال الوفاة إلى سبعة أضعاف عند الرجال الذين ناموا أقل من ست ساعات وكانوا مصابين بالضغط أو السكر. ولم تظهر الدراسة أي تأثير لعدد ساعات النوم على الوفاة عند السيدات وقد يكون السبب هو أن متابعة النساء كانت لفترة أقصر. وهذه هي الدراسة الأولى التي تربط الأرق ونقص عدد ساعات النوم باحتمالات زيادة الوفاة حيث لم تظهر الدراسات السابقة مثل هذه العلاقة عند المصابين بالأرق ولكن ما يميز هذه الدراسة عن سابقاتها أن الباحثين قاما بقياس نوم المتطوعين ووثقوه موضوعيا في المختبر. وتعتبر هذه النتائج أولية ولا بد من عمل دراسات أخرى لتأكيد النتائج الحالية، ولكن النتائج المتوفرة حاليا تؤكد أهمية الحصول على عدد ساعات نوم كافية وعلى أهمية علاج الأرق بصورة فاعلة. لذلك لا بد أن ندرك جميعا أن النوم وظيفة فيزيولوجية مهمة للجسم مثلها مثل أهمية الوظائف الفيزيولوجية للكبد والكلى وغيرها.