كان طبيعياً أن يقدم الرائد نفسه بصورة زاهية في مطلع مشواره في دوري «زين» للمحترفين، بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها مسيرو الفريق والمتمثلة باستقطاب عدد من العناصر المحلية القادرة على ترجيح كفة الفريق في استحقاقاته هذا الموسم، والتعاقد مع مدرب يحمل فكراً جيداً وسيرة ذاتية ممتازة. في هذا الموسم مارس الرائديون هوايتهم بتجاوز نكساتهم بطريقة رائعة، تعكس متانة الأرض التي بني عليها العمل الإداري والفني في النادي، فالتعاقدات كانت نوعية ومدروسة، والسياسة التي سارت عليها الإدارة كانت أكثر من رائعة وهي توفر كل عوامل النجاح دون انتظار أحد قد يتكرم بالدعم، وعندما أتحدث عن الإدارة فإن المعني بذلك رئيس الرائد فهد المطوع الذي قدم لناديه مبالغ كبيرة جاوزت 30 مليون ريال منذ أن وطأت قدماه مقر الرائد عائداً إليه من جديد، فالمطوع الذي حمل النادي على عاتقه، قدم أكثر من 8 ملايين ريال حتى الآن لإعداد الفريق لهذا الموسم، وتكفل بجميع متطلبات فرق النادي مع جهود أكثر من جيدة لأعضاء إدارته، وهذا أمر يندر وجوده في الوسط الرياضي. ما يغيب عن الرائديين أن رئيسهم فهد المطوع ومهما قدم من مبالغ طائلة لن يستمر في دعمه للنادي طالما أن الشرفيين غائبون عن النادي والمطوع قد يصل في أي لحظة إلى مرحلة يطغى فيها الإحباط عليه. قلت مسبقاً إن الرائد يعاني من جفاء شرفي غير معقول، وهذا أثار حفيظة بعض الشرفيين، بيد أن ذلك التبرم الذي أبدوه لن يمنع أحداً من قول الحقيقة..! في هذا الموسم لم يدخل خزينة النادي سوى مبلغ من رئيس المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف عبدالعزيز التويجري يتمثل بمكافآت فوز لثلاث مباريات، ومبالغ رمزية من شرفيين آخرين وجدوا كل الشكر من أنصار النادي لشعورهم بالمسؤولية، لكن الرائد يعاني كثيراً من ضعف الدعم، وهذا لا يتحمله سوى المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف وأعضاؤه الذين يلزم عليهم التنسيق مع الإدارة والتواصل مع الشرفيين، فالمكتب أنشئ ليكون سنداً حقيقياً للإدارة الرائدية ولإعادة هيكلة القائمة الشرفية الغائبة منذ سنوات، وهو ما لم يحدث حتى الآن، إذ لم يعقد أعضاء المكتب أي اجتماع منذ أن تم تشكيله، ولم يقم أي عضو فيه بدوره، واللجان المشكلة غائبة حتى الآن عن الواجهة. لا أحد ينكر دور أعضاء المكتب وأنهم يمثلون أهم الأسماء الرائدية في السنوات الأخيرة، وهم الذين يحظون بمحبة الرائديين عموماً، لكن بقاء الحال الشرفي في الرائد على هذا الحال سيعيد النادي لدوامة تنذر بكوارث وخيمة، فالرائد لن يستطيع مواصلة مشوار التألق بوقفة فهد المطوع لوحده، وهذا ما يجب أن يعيه الشرفيون ومنهم الذين برروا مواقفهم السلبية بعدم تحسن نتائج الفريق في الموسم الماضي، قبل أن يعود الرائد بقوة هذا الموسم، وهي العودة التي لم تجد من يتفاعل معها سوى القلة..! ما يجب على شرفيي الرائد وأعضاء المكتب التنفيذي العمل على إيجاد قاعدة شرفية ضخمة وتوفير دعم مادي جيد والوقوف مع النادي والحضور والتفاعل مع الكيان وهذا هو المتوقع خلال هذا الشهر حسب أحاديث الشرفيين التنفيذيين، أما أن يسير الوضع على حاله هذا، فقد يحدث ذلك جرحاً عميقاً في جسد الرائد لا يمكن رتقه بسهولة.