إشراقة جميلة ترسل خيوطها الذهبية شمس يوم العيد فتبسطها على الأرض، تنبت الفرح والبهجة وترسمها على شفاه الكبار والصغار، مرددة أجمل عبارات التهاني بالعيد السعيد.. هذه الإشراقة السعيدة يشهدها من يلتقي الصغار بفرحهم، والكبار بوقارهم، وحق المعايدة عليهم، ولكن هناك من يحرم نفسه جمال هذه الاشراقة الصباحية في يوم العيد، حيث قد تعود على السهر في ليالي رمضان والنوم في نهاره. صباح العيد يقول "فلاح محمد" عمري الآن خمسون عاماً، وأحرص دائماً على أداء صلاة العيد، وقد تعودت على ذلك منذ الصغر، وفرحة العيد في صباحه وخصوصاً بعد أداء الصلاة ومعايدة الوالدين والأقارب والجيران والاجتماع على قهوة العيد وإفطاره مع الأهل له مذاق خاص، وذكريات جميلة؛ لذا أعوّد أبنائي على هذا الحضور البهيج، ونعودهم على النوم باكراً قبل العيد بيومين، ولذلك إيجابيات كثيرة منها البعد عن السهر وحضور صباح العيد بنشاط وحيوية. ويشير "أحمد الدوسري" الى أن معظم الشباب يغيّر برنامجه في النوم منذ دخول شهر رمضان بالسهر ليلاً حتى تطلع الشمس، والنوم نهاراً، وعندما يأتي العيد لايمكنه حضور فرحة صباح العيد مع الأهل، والبعض منهم يواصل السهر حتى ظهر يوم العيد، ولكن يتضح عليه التعب والإعياء، وهذه الظاهرة سائدة في المدن الكبيرة؛ لذا يضطر الأهل لتحويل اجتماع العائلة إلى مساء يوم العيد، وهذا بالتأكيد يفقد العيد فرحته وبهجته التي تُشاهد مع أشراقة شمس ذلك اليوم السعيد. ويقول "حمود بن نايف": نحن متعودون منذ سنوات طويلة على اجتماع العيد بعد أداء الصلاة مباشرة عند كبير العائلة، حيث يتبادل الجميع التهاني بالعيد، ويتناولون إفطار العيد، كما تقام مسابقات وألعاب للصغار والكبار ويحرص الجميع على هذا الحضور، ولقد لاحظت في الآونة الأخيرة تغيب مجموعة من الشباب والفتيات عن حضور اجتماع صباح العيد، وعند السؤال عنهم تكون الإجابة (نائمون)، وقد حرصت أكثر من مرة على توجيه شباب العائلة على حضور اجتماع العيد في صباحه، ولكن دون جدوى، حيث أشار البعض لي بأن هذه ظاهرة شملت معظم العوائل. النائمون من السهر ومن المواقف الطريفة، يروي "فهد نايف" قصته في العيد، قائلاً: "حضرت اجتماع العيد بعد الصلاة برفقة أبنائي الصغار، وجميعهم يجلسون بجانبي، وبعد مرور عشر دقائق من الاجتماع العائلي التفت لأبنائي، ووجدتهم كلاً منهم مستنداً على الآخر وقد ناموا، عندها قمت بإيقاظهم والذهاب بهم إلى المنزل ليواصلوا نومهم، ولكني أخذت من ذلك درساً وهو تعويدهم على النوم مبكراً قبل العيد بيومين حتى يتمكنوا من حضور صباح العيد بنشاط وحيوية. ويوضح "محمد بن فهيد" مجاملته بمواصلة السهر حتى ظهر يوم العيد، ويقول: أنا أقضي أيام العيد لدى الأهل في القرية، وهم حريصون على المعايدة واجتماع العيد بعد الصلاة مباشرة؛ لذا أقوم بمواصلة السهر حتى أشاركهم الفرحة، وبعد الظهر أنام حتى المساء، وهذ بالتأكيد فيه من التعب والإعياء الشديد؛ لذا أنصح بالتعود على النوم مبكراً قبل العيد بيومين أو ثلاثة. ويشير "سلطان بن محمد" إلى أن تهاني العيد من الأصدقاء والأقارب تأتي في الصباح، من خلال تبادل الزيارات والاتصالات، ولابد من التواجد وحضور اجتماع العائلة صباح العيد.