الكتابة عن البطالة بطالة وإفلاس ذهني ، وتسكع بين تعليقات القراء التي تكاد تتلبسها روح غاضبة ذات يدين ناريتين تمسكان بتلابيب الكاتب لتلسعانه بيده وتحرقان وجهه لتخفيا ملامحه الآدمية ، وينطلق منها صوت لايحمل كلمات بل أحجاراً تلقم بها الافواه التي نصّبت نفسها متحدثا باسم العاطلين ولدويّ الاحجار صدى يقول : نعرف اننا عاطلون وليس لنا مهن غير الفراغ ونعرف ان الاجانب اكثر دخلا واستقرارا منا وهم الأغنى على مستوى العالم وقاموا بتعيين السعوديات لديهم على وظائف زوجات مسيار لتشجيع عمل المرأة السعودية ، بعد ان مسح او سحق الرجل السعودي كل فرصة عمل جديدة امامها ، ولم يترك لها سوى هذه المهنة زوجة مسيار لمستثمر اجنبي ، اتركونا يا معشر الكتاب في حالنا لقد تعبنا من مطاردة كتاباتكم التي لاتشبه سوى تصريحات انصاف المسؤولين ولكم ولهم نقول :"منكم لله" ولا نريد منكم تعاطفا ولا وقفات تشبه وقفات نصيبنا ، الله لا يجعل لكم نصيبا في مأساتنا ، فلتسمع ايها العابث بالكتابة فقد قررنا تنصيب متحدث باسمنا يكون منا نحن العاطلين فلدينا الكثير من اهل البيان والقلم ولا نحتاج الى خدماتكم ، وإن كنت تبحث عن سبق الصحفي فخذ هذا الخبر الجديد ، فقد قررنا توحيد أزيائنا فسوف يكون لنا زي محدد لا يشبه زي الموظف السعودي او الثوب السعودي لافرق بين الاثنين ، سيصمم زينا بفكر التوحيد لابقماشه الذي لم يترك لنا منه قطعة تستر بطالتنا . للجميل دائما استاذي الكبير عبدالله بن بخيت فهم خاص وواع عن حركة الصحوة وتاريخها وأزيائها ، وفي كل مرة أقرأ له موضوعا عن هذه الحركة اقف له إعجابا واحتراما لقوة حجته وتماسك فكرته التي لا تشبه هلهلة هذا المقال ، أبو يارا تابع اعمال الصحويين من حارة الى حارة ، ومن مطار الى مطار وفي كل مرة يأتينا بصيد ثمين يفرح به عشاق الحرية ويستاء منه اصحاب الميراث الصحوي وقدم بالدليل والتحليل علاقة ذاك الفكر بتراجع مستويات الابداع والذوق والحياة وأعجب من قدرته الابداعية على رصد الانفاس والنفوس المرتابة في هواها وفكرها ليجعل منها موضوعا ساخرا في اسلوبه ، عميقا في محتواه ، حتى اصبحت مقالاته تشم قبل أن تقرأ ، علاقة الصحوة بالحياة الماضية والحاضرة هي احدى اهم السبل التي تؤدي الى يارا الزاوية ، أتمنى من موقع التلميذ المتطلع لابداع استاذه ان يجد أبو يارا لنا علاقة ارتباطية او احتلالية بين فكر الصحوة والبطالة ، وهذا الطلب ليس من بطالة الكتابة ولكنه انتقام من الكتابة غير المحصنة بإبداع لا يشبه إبداع مأساة البطالة . وانتقل من كاتب الرياض المبدع الى قارئ الرياض الرائع بدر أبو العلا الذي له تعليق صادم وحارق حول هيمنة العمالة الاجنبية على الوظائف حيث ذكر هذا العزيز انه يتمنى ان يسمح بازدواج الجنسية للمواطنين تستخدم الجنسية الاجنبية للحصول على عمل .. ورغم سخونة هذا الاقتراح إلا انه حل ربما يكون واقعيا وتنبع واقعيته من المثل البدوي او الشعبي لا فرق (خاشر القوم بحلالك).. المؤلم في الموضوع ان الجنسية السعودية اصبحت هي العائق الوحيد امام محاولات الحصول على عمل او مثل ما قال بدر الحصول على إقامة هو الشرط الوحيد للحصول على وظيفة وإن اتبعنا حكمة بدر في حل قضية البطالة فسوف تجد الاشقاء في البيت الواحد منهم من جنسيته افغاني وآخر مصري او سوداني ، اللون ليس مهماً، المهم الجنسية التي تضمن الحصول على وظيفة ، والخوف بعد هذا كله يقولون: لا تحاول تتنكر عارفينك سعودي ، ولا تتعب حالك لن يتغير شيء . معايدة للعاطلين فقط كل عام وأنتم عن كتاباتنا عاطلون