كانت بيوت الطين رغم بدائية المواد التي تستخدم في تشييدها تمثل دلالة على معرفة القدماء بالتخطيط الهندسي وفق مايتطلبه المنزل ومكانة صاحبه وهذه العناصر الهامة في تشييد بيت الطين كان يخطط لها مبكرا وعند البدء في عملية التنفيذ يسلم البيت لمؤسسة أهل الحي والجيران كنوع من التعاون والتواصل الاجتماعي ويعمل الجميع كل فيما يخصه ويعد ذلك مهرجانا للبناء والتشييد لكثرة العاملين وتفاوت أعمارهم السنية مع مايمتزج مع هذه الحركة النشطة اليومية من أهازيج وأغانٍ تشجع على مواصلة العمل ويسير العمل في بناء بيت الطين وفق التخطيط الذي تم الاتفاق عليه مع الأهل والجيران أما القياسات فلا تعرف المتر والسنتيمتر وينوب عنها عدة خطوات تعادل الخطوة متر وهكذا . وهذا يقابله اليوم جلسات متعددة مع مكتب هندسي وعدد من الجلسات الاستشارية ويمكن أن يشيد المنزل ولايعرف عنه الأقارب والجيران أي شيء حتى يتم دعوتهم لحضور وليمة النزايل يقول أحد الشعراء : جيت المكان اللي بوسطه تربيت بيت قديم مأسسينه من الطين ياكم ليلة عشت فيك وتهنيت وياكم مضى لي بك من العسر واللين وعن تفاصيل الغرف الداخلية وملحقات بيت الطين فقد اختلفت كليا عن المسميات الحالية فقد كان في بيت الطين المقهاة وهي تقابل حاليا المجلس الرجالي والمصباح ويقابلة مجلس نساء والبسطة وهي التي تتبع للغرفة وتعرف حاليا بالأنتريه والغمية ويقابلها المستودع والحاطة ويقابلها الفناء الخارجي والمجبب ويقابله الصالة والمسميات القديمة مشتقة من الخدمة التي تقدم في الغرفة ومثال ذلك المقهاة وهي دليل على تقديم القهوة بها للرجال . والغمية مستودع للأغذية لايوجد له نوافذ وأشتق اسمها من الغم وهو المكان المظلم. وبين بيت الطين والمقهاة والفلة والانتريه مسافات طويلة تقطعت فيها أواصر التعاون بين المجتمع والتواصل وبقدر ماكان للطين رائحة جميلة عند اختلاطه بالماء بقدر ما للأيدي التي تلبنه وتحمل الطين تسد الفجوات وتربط اللبنات ببعضها بقد ماكان المجتمع يترابط مع بعضه.