في ظل التناول المتكرر والسطحي للقضايا الاجتماعية لم استغرب تراجع الدراما الخليجية وتقهقرها في المركز الاخير من حيث المتابعة عربيا، فحسب استفتاء قناة العربية كانت نسبة المشاهدة التي حققتها الدراما الخليجية ضعيفة، حتى ان المذيعة سهير القيسي عندما كانت تصر على معرفة الاسباب الحقيقية لهذا الضعف عندما كنت مشاركا معها ضيفا على قناة العربية، كانت تجاوب في الوقت نفسه، كانت تردد ان القصص سخيفة والامكانات والخبرات قليلة الخبرة! بطبيعة الحال لا يمكن مقارنة الدراما الخليجية بالدراما المصرية او السورية، فالخليجية للاسف تعتمد على قصة حصلت داخل المجتمع، ويتم تجسيدها او تقليدها تمثيليا وباسلوب بدائي مضحك، حتى الممثلين تجدهم في شخصيات مختلفة ومتناقضة في مشاركاتهم، فعلى سبيل المثال تجد ممثل او ممثلة خلال مسلسلات رمضان يمثل في مسلسلين شخصيتين مختلفتين، فتجده كوميديا في دور، وفي الدور الآخر انسانا مظلوما وحزينا، وهنا قمة التناقض والتشويش لدى المشاهد، ما يفقد العمل شخصيته ورونقه والرسالة التي يهدف اليها. على النقيض تماما نلاحظ الحرفية في الاعمال المصرية والسورية، الادوار مناسبة ومفصلة بشكل متقن عل الممثلين، اغلبية النجوم لا يشاركون الا في عمل واحد وبشخصية متجددة، الحبكة الدرامية مثيرة ومشوقة، لا تعتمد اعمالهم على الصياح او النواح، التمطيط في المشاهد نادرا نشاهده بشكل غبي كما هو في الاعمال الخليجية. امر مهم جدا يساعد في انتشار الاعمال المصرية والسورية هو انتشار القنوات الفضائية الخاصة التي تحتفي بهذه الاعمال، فالقنوات المصرية الخاصة ساعدت على اتاحة الفرصة لعرض الانتاج المصري الكبير لهذا العام، ما سيعطي فرصة كبيرة في المستقبل لانتاج ضخم كما وكيفا، لان الاستفادة من التعدد الكبير للفضائيات الخاصة ساهم في انتشار الدراما المصرية والسورية بشكل ملحوظ خصوصا هذا العام، اما الاعمال الخليجية فلم تخرج من محيط القنوات الفضائية الخليجية وتميزت هذه القنوات في تنافسها بتكرار نفس الاعمال مع الاختلاف بالتوقيت. ومادام الحديث عن دور الفضائيات في انتشار الاعمال الدرامية لابد لي ان اسجل اعجابي بالتنوع الكمي والكيفي لقناة روتانا خليجية، حيث ظهرت الخبرة المميزة للاستاذ تركي الشبانة في التطور النوعي لما تقدمه هذه القناة، ومنافستها وبصورة احترافية لقنوات متخصصة سبقتها، حتى ان القناة اصبحت هدف كثير من المعلنين الكبار، وهذا ما أكد نجاح وتميز قناة روتانا خليجية التي سبق ان اشار لها بصورة مميزة الزميل رجا المطيري في مقال سابق له، تأكيدا انها قناة حققت النجومية عربيا في ظل اخفاق الاعمال الدرامية الخليجية عربيا!