تتميز محافظة الأحساء بغلبة طابعها الاجتماعي الحميم، وعلى الرغم من كل العمران والحداثة التي طالت المحافظة كغيرها من مدن ومحافظات المملكة، إلا أنها بقيت محتفظة بروح الأسرة، حيث يلتقي جميع أفراد العائلة والأصدقاء مهما باعدت بينهم المسافات في كل المناسبات والاحتفالات سواء في الفرح أو الأحزان، بل وتزداد هذه الاجتماعات في فترة عيد الفطر المبارك لتبادل التهاني والتبريكات والمعايدة. تقول «روضة المصطفى»: إن العائلات الكبيرة في الإحساء تلجأ إلى إنشاء مجلس للأسرة في مبنى مستقل للالتقاء فيه ومناقشة أمور العائلة واستضافة كبار الشخصيات، بالإضافة إلى إقامة المناسبات فيه، مضيفةً أنه في العيد تكون هذه المجالس مسرحاً مفتوحاً يجتمع فيه شمل الأسرة الواحدة، ويتبادلون التهاني والتبريكات، كما يستضيفون كبار الزوار من الشخصيات الرسمية والعامة من خارج أفراد العائلة الذين يأتون للتهنئة، مشيرةً إلى أنه إذا لم يتوفر لهم ذلك فيتم الاجتماع لدى عميد الأسرة أو صاحب أكبر مجلس منزلي، حيث إن لهذه المجالس تاريخاً قديماً، وتوارثتها الأجيال منذ عشرات السنين. وتوضح «فتوح الحمد» أن أكثر ما يعجبها خلال عيد الفطر المبارك في الإحساء، موائد وجبة العيد التي تقام في شوارع مدن وقرى وهجر المحافظة، جرياً على العادة السنوية في مثل هذه المناسبة المباركة حيث يسارع أهالي المحافظة في إخراج هذه الوجبة، لافتةً أن هذه الأكلات الشعبية تلاقي إقبالاً كبيراً لما تتمتع به من طعم رائع وذكرى عزيزة مثل «الهريس» و»المرقوق» و»اللقيمات»، حيث تعد هذه الوجبات إحدى أهم الروابط الاجتماعية حين يلتقي الأهل والأقارب وأهل المدن والقرى والهجر الواحدة وتحظى باحترام كبار السن. بدورها تقول «جميلة علي»: إنها تحرص وعائلتها على قضاء عيد الفطر المبارك داخل الإحساء، فالجو العائلي في العيد ذو نكهة خاصة، وللمحافظة سحر لا يقاوم ومعالم سياحية تؤهلها لأن تكون أحد المعالم السياحية المهمة في المملكة ك»قصر إبراهيم الأثري» و»جبل القارة» و»منتزه الإحساء الوطني» و»الاستراحات»، إلى جانب «شاطئ نصف القمر» و»شاطئ العقير» وغيرهم من معالم سياحية تستحق أن يقضي الإنسان في ربوعها إجازة عيد الفطر المبارك، موضحةً أن كثيراً ما يشترك أفراد الأسرة الواحدة مع بعضهم لقضاء العيد في إحدى الاستراحات التي تشتهر بها المحافظة أو ينظمون رحلة لأحد شواطئها لعدة أيام. وتلقي ليلى الصالح الضوء على شكل احتفالي آخر في الأحساء قائلة: يستعد أهالي الأحياء في المحافظة لإحياء احتفال المعايدة بعد صلاة العيد مباشرةً وذلك من خلال ساحات مفتوحة تجهز بالزينة والاضاءات والديكورات التراثية يشارك فيها العديد من أهالي الحي من الأعيان والمسؤولين، بالإضافة إلى الشباب والأطفال وكبار السن، حيث يقدم فيها القهوة والشاي والحلويات وبعض الفقرات الشعبية والفنية التي تنظم لمثل هذه المناسبات، فالعيد فرحة و»لمة» تجمع شمل الأهل والأقارب، ذاكرةً أن أهالي الحي يحرصون في مثل هذه المناسبات السنوية للالتقاء فيما بينهم ولم الشمل للتعارف فيما بينهم، وتجديد توطيد العلاقات التي بدأت تندثر بين أهالي وشباب الأحياء بسبب تباعد المسافات، وتنوع أعمالهم وتغير الظروف الاجتماعية التي لم تجعل لهم مجالاً للالتقاء فيما بينهم خلال الأيام العادية.