يشرق فجر العيد في حياتنا فيملأ الكون بالزغاريد والأمل، وتتعانق الأيادي مهنئة بقدوم العيد، وينتظر الصغار توزيع العيدية النقدية، ويرتدون ملابس العيد المطرزة بكلمات التهاني، والمزركشة بألوان الفرح، ويسترجع الكبار ذكريات العيد في الماضي البعيد لأطفالهم وهم يتناولون قطع الحلوى، وحبات الشكولاته واللوزية والحلقوم ويتعطرون بدهن العود. «الرياض» حاولت جمع بعض تفاصيل استعدادات الأهالي للعيد السعيد في المنطقة الغربية للمملكة، فالتقت المؤرخ «محمد الأرقم»، وقال:»إن مظاهر العيد في منطقة مكةالمكرمة تبدأ بمجرد رؤية هلال العيد، فتنطلق مدافع العيد والألعاب النارية، ومن أهم مظاهر العيد في اليوم الأول التجمع لزيارة الأهالي بعد أداء صلاة العيد في الساحات المخصصة لها، وتناول وجبة الإفطار الجماعي، أما في اليوم الثاني فيبدأ تزاور سكان حي الحارات مثل حارة المظلوم وحارة حي اليمن وحارة الشام بالتناوب. وأشار «الأرقم» إلى أن من أشهر الأكلات التي تمتاز بها مائدة الإفطار طبق الدبيازة، والمكون من المكسرات وعصير قمر الدين والمعصوب وأنواع الأجبان والمخللات، وطبق الفول والتمييس وأنواع الخبز، أما مائدة الغذاء فتحتوى على الأكلات الشعبية ومنها الملوخية الناشفة مع اللحم والطحينة باللحم وأنواع الكباب المير وإدامات اللحم الأوصال. وأضاف: «أن استعدادات العيد تبدأ من اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك داخل البيوت، ويبدأ الأهالي بشراء ملابس العيد لأبنائهم»، مشيراً إلى أن فستان العيد المنفوش سمة فساتين العيد للبنات، بالإضافة للشنطة لوضع عيدية العيد والطوق الذي يوضع على الشعر، وتبدأ حركة السوق في تزايد وذلك من خلال بسطات الحلويات والمكسرات، كما تشمل استعدادات العيد في البيوت رفع الأثاث البسيط وتغطية قطع الكنب والجلسات العربي وتغسل السجاجيد والستائر ولا توضع إلا ليلة العيد كنوع من التجديد. وقال: «إن فرحة العيد لا تكتمل إلا بالألعاب والتي كانت قديماً عبارة عن صناديق خشبية تدور بشكل دائري، أو لعبة (العيدلي) وكانت عبارة عن أحصنة تدور بشكل بطيئ، ولعبة الألواح وهي مخصصة للشباب الكبار؛ لأنها لعبة خطيرة، وللبنات لعبة (الشباري) عبارة عن أخشاب تعلق بالحبال ويحركها العامل، مشيراً إلى أن الأهالي كانوا يدفعون للأبناء العيدية المعدنية والتي تبلغ ريال أو ربع ريال، وأن ليلة العيد تشهد ازدحام من المتسوقين لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية لمدة أربعة أيام تغلق فيها أبواب السوق.