يقوم المتضررون من الفيضانات في عدة مناطق في باكستان ببيع المؤن والمساعدات الغذائية التي تمنحهم اياها هيئات ومؤسسات الاغاثة الانسانية لتجار وسطاء يبيعونها للمحلات التجارية في اسواق المدن الكبرى القريبة من مخيمات إيواء النازحين التي تضم منكوبي الفيضانات، وتبدو هذه التجارة في ظاهرها مشروعة فهي تدل على رغبة المتضررين من الفيضانات في الحصول على السيولة النقدية لتلبية حاجاتهم المختلفة، وترى بعض هيئات الاغاثة الانسانية التي تؤيد فكرة توزيع مبالغ نقدية على المنكوبين، أن ذلك أيسر وأقل كلفة ويوفر ميزانيات مالية للمتضررين لإعادة تأهيلهم في بدء حياتهم المعيشية من جديد والقيام باصلاح ما تضرر من ممتلكاتهم ومنازلهم ومزارعهم، وقد أعلنت الحكومة أنها ستمنح كل أسرة مبالغ نقدية يسيرة. وتبرر بعض المؤسسات الاغاثية تصرفها هذا بأن المتضررين أدرى باحتياجاتهم وبكيفية تلبيتها في هذه المرحلة، وأجدى نفعاً من توزيع الاغذية ومستلزمات الطبخ وأدوات الزراعة والفلاحة والأسمدة والبذور، وقد قامت مؤخراً مؤسسة الهلال الاحمر التركية بتوزيع مبالغ نقدية على المتضررين من الفيضانات في إقليم (خيبر بختونخوا) وتعتزم مؤسسات أخرى سلوك نفس النهج في تقديم مبالغ مالية للمتضررين. ويعاني المتضررون من قلة المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والمواد الأخرى الضرورية، وتهدد الكثير منهم الأمراض والأوبئة ولا يزال مسؤولون من الحكومة ووكالات دولية يقيّمون أضرار الفيضانات ويعملون لتأمين الغذاء للفئات الأكثر فقرا، ووسط هذه الأجواء تواجه جهود الحكومة صعوبات كبيرة لإيصال الإمدادات القليلة أصلا، والتي شهد توزيع ما توفر منها فوضى عارمة نظرا لهول المأساة ومحدودية الاستجابة لها.