في موضوع كموضوع أي الأندية السعودية أكثر شعبية أظن الأمر لا يستحق كل الضجة التي تعمل، نظرة واحدة فقط على مجموعة صبية في الشارع، أو حصة تربية رياضية في مدرسة يتمتع طلابها بحرية التعبير عن ميولهم عبر قمصانهم وسيتضح الأمر! لا داعي للاستبيانات التي أجرتها بعض الجهات المتخصصة في مثل هذا النوع من القياس، إلا إن كان إجراءً لقياس الحجم بدقة، وليس لإظهار أي الأندية أكثر شعبية، وذلك لتقديم الأمر للمستثمر غير المدرك لحجم الشعبية على وجه الدقة. لنا مواعيد دائمة مع الاعتراضات حينما تظهر مثل هذه الاستبيانات، استبيان (زغبي) الذي أثار ضجة في حينه خاصة من الجانب النصراوي، تبعه استفتاءات أخرى كلها جاءت تقريبا لتقدم الهلال على غيره بنسبة كاسحة لم تقل عن (40%)، وبقية النسب حصلت عليها الأندية الأخرى التي شملها الاستبيان، الضجة التي حدثت أظنها لا تتعدى مسألة ملء الفراغ وقضاء الوقت، وإلا فإن بمن فيهم المدافعين عن حقوق النصر يعلمون بهذه الحقيقة، هي فرصة لإثبات الانتماء عبر نشر صورة، أو المشاركة في حوار! في كل مدينة يحل الهلال يمتلئ الملعب، وتكتظ الطرقات بالجمهور، منذ أول دقيقة يحط فيها رحاله ولاعبوه محاصرون حتى صار فك الحصار عملاً رئيساً من عمل البلد الذي يأتي إليه، بل هم لن ينزاح حتى يرحل الهلال وتعود المدينة إلى الهدوء مرة أخرى، حجم الإقبال الذي حصلت عليه الشركة الراعية للنادي، والنجاح الذي تحقق لها حتى أنها رضخت لرفع قيمة العقد بعد أن هدد الهلال بفسخه، الإقبال على شراء تذاكر المباريات، وغيرها مؤشرات دلت على أن الزعيم له الشعبية الجارفة، هذه أدلة تغني عن أي استبيان! أمر يغيب عن أذهان كثير من المشككين بمثل هذه الاستبيانات، وهو التفريق بين (الانتماء)، و(التفاعل)، قد تجد ناديا جمهوره قليل، لكنهم متفاعلون بحيث يشك المتابع غير الدقيق أنهم الأكثر، بينما يتمتع جمهور ناد آخر بهدوء يجعله الأقل ظهورا، لنأخذ الجانب الإعلامي مثلا، فلو أردنا أن نجعله مقياسا لشعبية النادي لأخذها النصر بلا جدال، فجمهوره الأكثر فاعلية في هذا الجانب، في كل موقع لهم حضور مكثف حتى التعليقات على المقالات الصحفية (كما سيحدث في أسفل مقالتي هذه في النسخة الإلكترونية!)، العملية ردة فعل على تجاهل فعله الإعلام بحق الفريق الأصفر مدة طويلة! الانتماء ليس توريثا أو تقليدا فحسب، إن كان الأب نصراويا يجب أن يكون الابن نصراويا، النادي الذي يريد أن تكون له شعبية كبيرة عليه أن يقدم للجمهور ما يشفع لهم بتشجيعه وهي البطولات، أما إن لم يفعل فإن المشجع ليس ملزما بناد ضعيف، الطفل حينما يعي سينتمي حتما إلى النادي الأغنى، وهذا ما حدث مع الهلال، فلِمَ الغضب؟!! بقايا... **إبداع ياسر القحطاني في استهلال مشواره بالدوري لا يفيه من المديح إلا البيت القائل (مع التصرف): كأنك شمس و(اللاعبون) كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب! **الإبداع الذي يحدث في الرائد هو النتيجة الحتمية للبعد عن الفردية والاتجاه للشورى الذي صار النادي يدار به هذا الموسم. **قدم الأهلي،سقوط متواصل!