ارتفع الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة بنسبة 6٪ في يوليو 2010م مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وكان المؤشر قد سجل معدلات ارتفاع سنوي تجاوزت 10٪ في منتصف عام 2008م، ثم بدأ بالانخفاض بشكل تدريجي - بعد انحسار الضغوط التضخمية - ليصل إلى 3,5٪ في أكتوبر 2009م. ومنذ نوفمبر 2009م والمؤشر يأخذ النزعة التضخمية (الشكل 1). معدل التضخم بين المدن يُظهر الشكل رقم (2) معدل التغير السنوي في الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة حسب المدن الرئيسة في المملكة خلال الفترة من أكتوبر 2009م إلى يولية 2010م. وبالرغم من اختلاف معدلات التضخم بين مدن المملكة، إلا أن النزعة التضخمية متشابهة إلى الحد الذي يوحي بأننا أمام سوق واحدة، حيث تتشابه النزعة التضخمية في مدن المملكة على مستوى المجموعات الرئيسة والفرعية. ولعل أبرز العوامل التي لعبت دوراً في دمج أسواق المملكة هي انتشار فروع محلات التجزئة في معظم مدن المملكة (بندة، العثيم، بالشرف.. الخ)، وانتشار الوكالات التجارية وفروع كبار الموردين والموزعين الذين ينتهجون سياسة تسعير موحدة على مستوى المملكة. ويستثنى من هذه القاعدة التغيرات التي شهدتها مجموعة التأثيث المنزلي ومجموعة السكن وتوابعه خلال الفترة من أكتوبر 2009م إلى يوليه 2010م، حيث تظهر البيانات وجود تباين في النزعة التضخمية لهاتين المجموعتين بين مدن المملكة. فقد ارتفع معدل تضخم مجموعة التأثيث المنزلي في مدينة الرياض، والمدينة المنورة، والدمام، والباحة، وحائل. في حين تراجع فيهما معدل تضخم هذه المجموعة في مكةالمكرمةوجدةوسكاكا. أما مجموعة السكن وتوابعه فقد انخفض معدل التضخم فيها نتيجة للانخفاضات الكبيرة التي سجلتها معظم مدن المملكة باستثناء مدينة الرياض، ومكةالمكرمة، والهفوف، وتبوك. وأكثر المدن التي سجلت فيها هذه المجموعة أعلى نسبة انخفاض خلال الفترة من أكتوبر 2009م إلى يولية 2010م هي مدينة سكاكا من 16٪ إلى 2.4٪، وجدة من 19.8٪ إلى 6.9٪، والدمام من 21.2٪ إلى 14.3٪، وجازان من 11.5٪ إلى 4.7٪. أما بالنسبة لمجموعة الأطعمة والمشروبات فقد شهدت كل مدن المملكة معدلات تضخم مرتفعة أعلاها مدينة جدة (10.5٪)، والباحة (8.5٪)، والهفوف (8%). في حين سجلت مدينة الدمام أقل معدل تضخم في هذه المجموعة بنسبة 1.3٪. الأرقام القياسية حسب المجموعات واصل معدل تضخم مجموعة السكن وتوابعه (الترميم والإيجار والوقود والمياه) انخفاضه من 12٪ إلى 8.9٪ خلال الفترة من أكتوبر 2009م إلى يوليو 2010م. في حين شهدت معدلات التضخم السنوية لمعظم المجموعات الرئيسة ارتفاعات متفاوتة أعلاها مجموعة سلع وخدمات أخرى التي سجلت معدل تضخم سنوي 9.1٪ في شهر يوليو 2010م مقابل 4.9٪ في أكتوبر الماضي. ومجموعة الأطعمة والمشروبات التي سجلت معدل تضخم سنوي 7% في شهر يوليو 2010م مقابل انكماش نسبته 0.3٪ في شهر أكتوبر 2009م، ومجموعة التأثيث المنزلي التي ارتفع معدل التضخم فيها من 3% إلى 4٪ خلال نفس الفترة. ومجموعة النقل والاتصالات التي ارتفع معدل التضخم فيها من 1.1٪ إلى 2.6٪ خلال نفس الفترة (الشكل 3). ولم تعد مجموعة السكن وتوابعه (الترميم والإيجار والوقود والمياه) هي الأقوى تأثيراً على معدل التغير السنوي في الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة، حيث تراجعت نسبة تأثير هذه المجموعة على الرقم القياسي العام من 61,9٪ في شهر أكتوبر 2009م إلى 28,7٪ في شهر يولية 2010م. ويعود هذا التراجع إلى: 1- ارتفاع نسبة تأثير مجموعة الأطعمة والمشروبات على الرقم القياسي العام، حيث ارتفعت هذه النسبة من 2.1٪ في شهر أكتوبر 2009م إلى 32.8٪ في شهر يوليو 2010م. 2- ارتفاع نسبة تأثير مجموعة سلع وخدمات أخرى على الرقم القياسي العام، حيث ارتفعت هذه النسبة من 18.4٪ في شهر أكتوبر 2009م إلى 21.2٪ في شهر يولية 2010م (الشكل 4).