مازالت النخلة تحتل مرتبة الصدارة التي لم يستطع أن ينازعها عليها أحد بين أنواع المزروعات والنباتات ، حيث لم تتمكن إحداها من الارتقاء إلى مستوى التقدير الذي تحظى به النخلة ، ولم يعد حب النخلة لدينا مجرد مرافق في المنزل والمزرعة والشارع فحسب، بل أصبحت رمزا خالداً تتوارثه الأجيال، فأولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله- عناية فائقة بالنخلة قلّ ما تجد مثيلاً لها، فدعمت مشاريع النخيل وقدمت الإعانات وشرعت القوانين للمحافظة على هذا الإرث الجميل خاصة في منطقة القصيم المتميزة بنخيلها السامق الذي يطاول السماء بشموخه وكبريائه، ومثلها مثل بقية محافظات القصيم تشتهر محافظة (البدائع) بزراعة النخيل منذ القدم..وقد شكلت النخلة بمنتجاتها المختلفة مصدرا مهما للكثير من الاستخدامات في بيئة البدائع القديمة..ولم تقتصر فائدتها على إنتاجها من التمور فحسب وإنما تجاوزته لتزويد الإنسان بمواد كثيرة تنوعت استخداماتها مابين الأدوات المنزلية والبناء وغيرها ، وشكلت بالتالي علامة فارقة في حياة السكان اقتصاديا واجتماعيا. ونظرا لتوسع رقعة زراعة النخيل كان لابد أن يصاحب ذلك عدد من الصناعات المستثمرة في هذا المجال حيث تحتوي المحافظة على مصنعين من أكبر مصانع التمور ويتطور الاستثمار في هذا المجال لنجد معامل تعبئة وتضميد التمور. ولمواكبة موسم التمور في المنطقة ولأهمية المهرجان كعنصر مهم في العملية التسويقية للتمور وبناءً على توجيهات المسؤولين وحاجة المحافظة إلى سوق نموذجي فقد قامت البلدية بتجهيز موقع مهرجان التمور بالمحافظة وبمساحة يبلغ(36000) متر وشهد مهرجان هذا العام حركة بيع وشراء كثيفة جاءت مواكبة لتنوع وكثافة قطاع التمور بالمحافظة فتنوع المعروض في أرض السوق مابين (السكري والبرحي والخلاص والروثانة والشقراء والصقعي وغيرها مما حوته سلة تمور البدائع وجادت به نخيلها السامقة ، وأصبحنا نجد مؤشر السوق يصل إلى خانة (عشرات الآلاف ) في كميات العبوات وأيضا حصيلة المبيعات وهذا فقط ماتم بأرض السوق فما بالك بحركة البيع والشراء داخل المحلات يعتبر سوق البدائع للتمور أحد أهم مهرجانات التمور التي تحتضنها منطقة القصيم وقد أثبت المهرجان خلال الأعوام الماضية نجاحه وقدرته على المنافسة على باقي المهرجانات بالمنطقة. لقد كان لمهرجان تمور البدائع الأثر الكبير في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمحافظة وزيادة تسويق المنتجات الزراعية إضافة إلى تشغيل عدد من الشباب سواءً بوظائف تخدم المهرجان أومن خلال عملهم الحر بالبيع والشراء. وفرحتنا اليوم تتمثّل في الرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم الذي يشرّف فيه مهرجان تمور البدائع في يومه الذهبي وهذه الرعاية من سموه هي الداعم الحقيقي لما لها من الأثر الكبير في نجاح مهرجانات المنطقة بصفة عامة ومحافظة البدائع بشكل خاص. إن تشريف سموكم الكريم لأبنائكم في محافظة البدائع مساء اليوم : وسام نفخر به وتقدير نعتز به وقبل ذلك كله هو دعم يتجدد وتشجيع يتواصل عاما بعد عام من قبل سموكم الكريم لأبنائكم المسؤولين عن هذا المهرجان من منظمين وعاملين وبائعين ... ختاما باسم أهالي محافظة البدائع نتقدم بخالص الشكر وجزيل التقدير لسمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود على كل ما قاما به من توجيه واهتمام ومتابعة وتشجيع لأبنائهم العاملين في المهرجان ، سائلين المولى أن يديم على بلادنا نعمه ورخاءه تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. * المشرف العام على السوق .