نكأ شيخ سوق التمور بالاحساء عبدالحميد الحليبي جروحاً قال عنها إنها تدمي كثيراً من قلوب المهتمين بزراعة النخيل في المملكة من فلاحين وتجار للتمور ومن محبين لهذه الشجرة المباركة ، وشخّص الحليبي "وهو الذي أمضى جل حياته بين النخيل " في حديث مع ( الرياض ) ، شخّص وضع التمور في المملكة، ووضع العديد من المطالب نقلها من التصاقه اليومي بالفلاحين في جميع مناطق المملكة،وعلى وجه الخصوص فلاحي الأحساء ،فنقل بذلك هموم شريحة يقسو عليها الزمن وظروفه كل يوم أشد من الآخر، فمن انخفاض سعر التمر،إلى سوسة النخيل الحمراء التي فتكت بالأخضر واليابس مروراً بتسويق التمور وصولاً إلى المصيبة الكبرى المتمثلة في نضوب عين المياه التي ضربت على ما يبدو آخر مسمار غائر في نعش زراعة النخيل !! وتناول العديد من الهواجس والهموم المتعلقة بالتمور .. فإلى نص الحوار جودة الرطب هذا العام قال شيخ سوق تمور الاحساء عبدالحميد الحليبي إن أجواء هذا العام ممتازة وأفضل من العام الماضي ، حيث إنه لم تمر علينا موجة الغبار الشديدة التي كانت تسيطر على المملكة السنة الماضية والتي كانت تستمر لمدة 15 يوماً متواصلة ، وهذا العام الأجواء طبيعية ولله الحمد ، لذا ستكون الجودة فائقة ، ونتوقع أن يكون التمر على مستوى يرضي المستهلك ، كما أن الكمية ستكون أقل من السنة الماضية التي كانت فائضة جداً عن حاجة السوق ، فهذا العام ونظراً إلى أن النخيل حمّلت حمولة ثقيلة السنة الماضية أنهك قواها، فأعطت عكس ذلك هذا العام فضعف إنتاجها ولكنه صار أجود . وفيما يتعلق بالحرارة المرتفعة جداً هذا العام نفى الحليبي أن يكون لها تأثير سلبي مؤكداً أن الأمر عكس ذلك فالنخلة تعيش في الأجواء الحارة والحرارة المترفعة لا تؤثر عليها،مستدركاً أن الرطوبة العالية والغبار هما اللذان يؤثران تأثيراً سلبياً . حجم الاستهلاك مع قرب رمضان أشار الحليبي إلى أن موسم التمور استهل نشاطه مع بداية الثلث الثاني من شهر رمضان الجاري ، وبين أن الطلب الخارجي على تمور المملكة في تنامٍ ، وكشف عن أنهم بدؤوا في تصدير التمور إلى أوروبا وعلى وجه التحديد بريطانيا ، وكذلك إلى أمريكا ، وأستراليا ، وإلى بعض الدول العربية مثل مصر والمغرب، اليمن . وعزا الحليبي تصدير تمور المملكة إلى تلك الدول العربية إلى ما تتمتع به تمور المملكة من قيمة ووزن في أسواق التمور العالمية ،إضافة إلى ما تتمتع صناعة التمور من توفر بنية تحتية عالية التقنية . واستدرك أن إنتاج كافة مناطق المملكة من التمور سينخفض عن العام الماضي بما نسبته 25 % ، مشيراً إلى إنتاج الاحساء تجاوز العام الماضي 125 ألف طن من التمور ،مضيفاً إلى إنتاجها سينخفض إلى حوالي 90 ألف طن تقريباً هذا العام . التصدير للخارج أوضح الحليبي أن حجم تصدير تمور الاحساء إلى الخارج شمل 100 طن إلى مصر ، 50 طن للمغرب ، 300 طن لليمن ،40 طن لأستراليا، 50 طن لبريطانيا. وأشار إلى أن تمر الخلاص ( الذي وصفه الحليبي بملك التمر والسلعة المباركة ) هو الذي يحظى بإقبال كبير من قبل الأوروبيين . واستطرد الحليبي شارحاً سبب بدء دخول تمور المملكة إلى الأسواق الأوروبية للعام الثاني على التوالي إلى بدء تجار المملكة في " تعقيم التمور " عبر استخدام وسائل مكافحة الإصابة الحشرية التي كانت مرتفعة في تمورنا، كما أن طريق الإعداد تغيرت حيث باتت تكبس بطريقة " الفاكيوم " أي أنها مفرغة من الهواء، ما يعني ضمان عدم وجود إصابة حشرية في التمور . ولفت النظر إلى أن عملية التعقيم والكبس مكلفة ولا يستطيع الفلاح القيام بها،حيث إن كلفة تعقيم وكبس وتبريد كيلو غرام واحد من التمر يبلغ ريالين وهذا مبلغ باهظ جداً . تمور مستوردة تباع على أنها خلاص حساوي بعد تعبئتها محلياً تصدير الرطب والحاجة إلى وقفة وأكد الحليبي أن تصدير رطب المملكة بات مطلباً في غاية الأهمية ،مشدداً مطالبته بإنشاء شركات للشحن المبرد تتبنى تصدير الرطب السعودي للخارج ، مؤكداً أنه في حالة تم ذلك فسيكون داعماً جداً لاقتصاد الوطن والمواطن الذي يخسر كثيراً في تسويق منتجه الذي يتعب عليه طوال العام بأسعار متدنية جداً،مضيفاً أن كميات هائلة من الرطب ترمى أو تقدم علفاً للحيوانات رغم إمكانية الاستفادة من تصديرها ،لافتاً إلى أن الجاليات العربية والإسلامية والسياح والمبتعثين السعوديين يأكلون رطب غيرنا وقادماً من دول ليست أوروبية أو أمريكية، فلماذا لا يكون لدينا هذا التوجه ليكون لرطبنا " المميز جداً " موجوداً في الأسواق العالمية ؟! وأبدى استغرابه من وصول العنب إلى أسواقنا من أمريكا وغيرها فيما رطبنا لا نستطيع تصديره بحجة تلفه ، مطالباً بنقله عبر طائرات الشحن . وأكد أنه سبق وأن ناقش هذا الموضوع مع وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم ووكيل الوزارة ، كما طالبهم بإنشاء مكاتب خاصة في السفارات السعودية في جميع دول العالم تضمن حقوق تاجر التمور السعودي لدى الشركات الأجنبية ليستطيع بذلك التاجر السعودي من تصدير تمورنا للخارج . مطالب بان تستوعب الدولة منتجات التمر إسوة بتونس ومصر وأمريكا خطأ يتكرر تحدث شيخ سوق التمر بالاحساء عما وصفه ب " الخطأ المتكرر " الذي يحدث في المملكة ،والمتمثل في الاكتفاء بإقامة مهرجانات للتمور داخل المملكة مطالباً بإقامة مهرجانات ومعارض لتمور المملكة في الخارج على غرار المعارض الخارجية التي تنفذها المملكة ، وأكد أن إقامة معارض خارجية يسهم في التعريف بتمورنا أكثر من إقامتها في الداخل ، واقترح أن تخصص طائرة لنقل تجار التمور من كل مناطق المملكة مع جلب أنواع التمور الجيدة لعرضها في الخارج ، مع تكثيف إعلامي في قنواتنا الإعلامية المختلفة وكذلك إعلام تلك الدول ، وبذلك نكون قد خطونا خطوة مهمة لتسويق تمورنا .وتمنى الحليبي أن يدخل تمرنا في كل طائرة سعودية وكل مطار،وكل فندق ومدرسة ومناسبة أفراح واحتفالات رسمية وغير رسمية ، وشدد على أن التمور هي ثروة وطنية تأتي ثانياً بعد النفط ولا بد من وقفة جادة لدعمه وتسويقه . التمور المستوردة وإشكاليات لا تنتهي ؟! وفيما يتعلق بالأسعار رجح الحليبي أن تكون أسعار هذا العام مماثلة لسابقاتها السنة الماضية ،مشيراً إلى أن أسعار السنة الماضية كانت بمعدل 1000 ريال للمن الواحد ،وهذا سعر زهيد جداً وخسارة كبيرة على الفلاح ،وعزا انخفاض أسعار التمور في محافظة الاحساء على وجه الخصوص إلى دخول التمور المستوردة من دول الخليج عبر جمرك البطحاء التي أكد بأنها أضرت بتمور المملكة ، وجدد الحليبي نداءه للمسؤولين بضرورة التحرك لمواجهة هذا الموضوع القديم الجديد ، ونبه إلى أن تموراً خام " غير معبأة " تدخل من جماركنا ومن ثم تعباً في الاحساء ويكتب عليها ( تمر الاحساء أو خلاص الاحساء ) وهي ليست كذلك ! وطالب بالتدخل السريع ، مستدركاً أنه إذا كان دخول التمور إلى المملكة أمراً لا بد منه فلا بأس شريطة أن يدخل معبأً ومكبوساً بوزن كيلو واحد أو اثنين ومختوماً على البلاستيك مصدره حتى لا يكون هناك غش وتلاعب بالمستهلك . نداء لخادم الحرمين الشريفين وجه شيخ سوق تمور الاحساء عبدالحميد الحليبي نداء لخادم الحرين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي عود الفلاحين على مكارمه التي تعضد جهودهم في الحفاظ على عمتنا النخلة هذه الشجرة المباركة، وقال : لقد اصدر يحفظه الله بمكرمته الملكية قبل نحو عامين برفع سعر كيلو شراء التمور عبر مصانع تعبئة التمور التابعة لهيئة الري والصرف من 3 ريالات للكيلو غرام الواحد إلى خمسة ريالات لمن يستخدم الري بالتنقيط ، وذلك حفاظاً على المياه ، وأنا هنا وعبر صحيفة ( الرياض ) ونيابة عن كل الفلاحين الذين حملوني هذه المسؤولية أرفع لمقامه الكريم بتوحيد السعر على الجميع ليصبح ب 5 ريالات مساعدة ً للفلاحين الذي لا يستطيعون مد شبكة مياه للري بالتنقيط لمزارعهم والذين يبيعون تمورهم بأثمان بخسة ، كما وأرفع لمقام ملك الإنسانية أن يعاد النظر في الدعم الزهيد جداً جداً الذي يقدم لمزارعي النخيل الذي لا يمثل شيئاً يذكر ، مذكراً بأن عملية زراعة النخيل عملية مكلفة وتحتاج إلى أموال ، كما لفت إلى أن المملكة تفخر بأنها أكبر دولة في العالم تمتلك نخيلاً وبالتالي فالتمر يمثل المورد الغذائي الأول في المملكة، كما أنه يمثل مصدراً اقتصادياً يأتي ثانياً بعد النفط ، لذا فالأمل كبير في مضاعفة المبالغ مرات عديدة لتساعد الفلاح على الاستمرار في هذه الحرفة مع قدرته على إعالة أسرته وأطفاله . خطوة لابد منها .. ؟! وأضاف الحليبي : إذا أردنا أن نحافظ على ثروة المملكة من التمور وننافس به في الأسواق العالمية ليتحول التمر حقيقة إلى مصدر اقتصادي إستراتيجي يسهم بقوة في اقتصاد الوطن فلا بد من القيام بخطوة سبقتنا بها دول كبرى كأمريكاً وكذلك دول عربية كمصر وتونس ، وهذه الخطوة تتمثل في أن تشتري الدولة رعاها الله كل إنتاج التمور من الفلاحين،لتقوم هي وعبر رسم إستراتيجية وخطط بتسويق التمور محلياً وخارجياً ،واستشهد الحليبي بشراء مصر كل إنتاج قصب السكر من الفلاحين المصريين ومن ثم تستخلص منه السكر وتصدره ، والحال ذاته في إنتاج الطماطم في تونس ، ومثله الزيتون ،وهكذا الحال في كثير من الدول الأوروبية وأمريكا تتولى الحكومات شراء المنتجات الزراعية الإستراتيجية ومن ثم تسوقه بمختلف الطرق ، وتساءل الحليبي : لماذا لا نقوم نحن بمثل هذه الخطوة الهامة لنكسب بذلك توفير مصدر دخل جيد للفلاح الذي بات الكثير منهم يعاني اشد المعاناة من زراعة النخيل مما اضطره لبيعها ليعيل أطفاله بها ، إضافة إلى استغلال الرطب والتمور لنحافظ على هذا المصدر الإستراتيجي فيعود بذلك النفع على اقتصادنا الوطني الذي يخسر الكثير جراء عدم استثمار التمر بالشكل الصحيح .