انتشرت في السنوات الأخيرة حرية النقد والإسهاب فيه لكثير من القصائد والشعراء وأصبح بعض الذين لهم تواجد في الصفحات الشعبية ينصب نفسه ناقداً وحكماً لدائرة النقد، مرشحاً تحت مظلة قناة فضائية شعبية، أو منتدى شعري، يحلل وينقد بخبرته المتواضعة للقصائد، مما جعل التحليل النقدي يتجاوز القصيدة إلى شاعرها والبحث في سجلاته عن بدايته، ومراحل حياته القديمة وبداية تجربته الشعرية، بتطفل غير لائق، وهذا ملاحظ على البعض وطبعاً هذه الطريقة لا تخدم الشعر بل توجد السخط والغيظ من الشعراء لتجاوز التحليل وبهذه الطريقة يفقد التحليل مصداقيته . وكثيراً ما تطرقت أقلام جيدة وأمينة للنقد وعدم التعدي إلى الشاعر، المهم أن تكون طريقة النقد أو تحليل القصيدة في حدود معينة لا تتجاوز إلى شخصية القائل. وهذا هو ما نخشى أن يطبقه الجيل الجديد في تحاليلهم ونقدهم للقصيدة، ويتجاوزون بحماسهم ويبررون أن هذه الطريقة كانت نهج فلان، ويجعلونهم قدوة لهم، ويحذون حذوهم، وبذلك نجد أنفسنا أمام نقاد متحررين من الضمير ومن الأمانة، وهذا ما لا نرجوه، ونسأل الله أن يثري الساحة الشعبية بأقلام تقدر الشعر وتميزه ، وتبرز الجيد منه ، وتأخذ بيد من هم بحاجة إلى التوجيه والنصح، وأن تخلو مجالسنا الشعبية التي يدار فيها أحاديث عن الشعر بين ناقد وعاتب، وأن يرتكز حديثهم عن الشعر في حدود القصائد، من دون التطرق إلى شعرائها وسلوكهم، وتجاوزهم إلى ما لا تحمد عقباه، وأخيراً قول من فيضي: يا مكثرين الهرج والنقد واللوم بعض السوالف ياهل العرف نمه الخلق للخالق ولا حدن بملزوم لا توجهون النقد من غير يمه تلحقون الناس والنقد مسموم من غير وازع دين من غي ذمه ناس نصبتوها مشاهير ونجوم وناس هضمتوها وقلتوا مرمه سليتوا اسيوف الحكي كنكم قوم لو كان هذا ابن أخ وهذا بن عمه وصارت مجالسنا سواليف وعلوم هذا يحمد ذاك وهذا يذمه كن الحياء من مقدم الوجه معدوم والوضع عادي لو يضوي مطمه الدين ما يمر على شي محروم حدد لراع العقل شيئا يهمه والغافل اللي خيم براسه النوم ياجد فيهم النصح عذبن مجمه ينصح ويرشد كل من كان منجوم حتى كلام العقل فكرة يلمه يعرف مواجيب بها الرجل محكوم ولا كل علم مر سمعه يضمه يافع بمحذور لسوليف شغموم ولا عاد ينفع ما حكى به يدمه تجفاه في المجالس مناعير قروم ولا أحدن تلفت حزت الضيق يمه