المتابع في هذا الشهر المبارك لبعض المشهد الدرامي السعودي يلمس جرأة البعض في طرح صورة علماء الدين بشكل أقرب للاسفاف ... اؤكد أنني لست مع تقديس أي انسان بل أؤمن ان الانسان أياً كان معرض للخطأ وتقديسه ضرره اكثر من نفعه . ولنا في تجربة المرحلة السابقة خير برهان حيث تعامل المجتمع ككل مع علماء الدين ورجال القضاء بشيء من التقديس (للاسف) والنتيجة ان شجرة الارهاب نمت بين اعيننا وبعضنا يخشى الاشارة لها والبعض الآخر يستظل بها ويشم خطرها ويرفض الاقتناع بذلك ، وبعضنا استفاد من تطاولها لانه اراد الشر بمجتمعنا باسم الدين رغم انه أبعد الناس عن الدين ولكن للاسف انشغل علماؤنا بالدراسة ونسو ان العلم ليس في القرطاس وليس في الموقف الرافض دائما او المتحسس من كل جديد وليس في التقوقع السلبي لكل شيء غير تقليدي بل العلم الصحيح هو الذي يتناغم مع حركة المجتمع ويشارك في صناعة تغيره نحو الافضل ... والعلم هو الذي يحمي المجتمع من الاشرار وإن تلبسوا الدين او ادّعوا التقدم والتنوير ، ايضا كان الحديث عن القضاة والاشارة لاي سلبية تمسهم من المحرمات رغم انهم بشر معرضون للصواب والخطأ وهو امر طبيعي لانهم بشر مثلنا... مع الانفتاح الاعلامي وارتفاع مستوى حرية النقد واقتحام الاعلام السعودي حصوناً كانت مغلقة وممنوعة ... وهذا الاتساع وارتفاع سقف حرية التعبير عن الرأي استفادت منهما الدراما السعودية ولكن للاسف بعض (الدراميين ) استغلها للاسوأ وتطاول على علماء الدين بشكل اقرب للاستخفاف ... مر اخرى لست ضد نقدهم بل انني مارست ذلك في مقالاتي ولكن لست مع تحويلهم الى مهرجين نضحك عليهم.... أن يتحول العلماء في المشهد الدرامي السعودي الى (مهرجين ) فأمرمرفوض بكل المقاييس لأن تلك الصورة تخطت النقد الموضوعي واصبح الهدف منها البحث عن الضحك فقط دون اعتبار للقيمة الادبية لهؤلاء ... اتساع الحرية مفيد وعلينا استثماره في كشف الاعوجاج داخل المنظومة الاجتماعية او الفكرية او الاقتصادية ولكن دون التقليل من القيمة المعنوية للعلماء لان الصورة تلك ستكون مع الايام جزءا من صورتهم في ذهن الجميع وخاصة الاطفال وهنا خطورة اخرى لابد من الاهتمام أنها مسؤولية الإعلام بشكل عام وصانعو الدراما بشكل خاص ....