في الوقت الذي شهدت من خلاله الأسواق العالمية الخاصة بالحبوب تباينات متواترة , فإن سريان قرار روسيا حظر تصدير الحبوب بات ذا أثر سلبي في ظل المطالبة لاحتواء ارتفاع الأسعار بسبب تراجع المحاصيل بسبب الحر والحرائق التي اجتاحتها ووفق القرار الحكومي الذي أقره رئيس الوزراء الروسي تطبيق الحظر حتى نهاية العام مع إمكانية التمديد وفقاً لوضع إنتاج المحاصيل الزراعية في البلاد حيث بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية في بعض المناطق بلغت أكثر من خمس وأربعين درجة مئوية. فيضانات باكستان ابتلعت الأخضر واليابس ومتابعة من (الرياض) لتلك الاوضاع وفق تقارير دولية وإعلامية فقد صدرت تنبيهات من قبل المسؤولين الروس من أن الإنتاج الزراعي للبلاد سيتراجع بشكل كبير إذ إن أكثر من ثلاثين بالمائة من المحاصيل الزراعية تعرضت للتدمير الكامل ويدلّ الاضطراب في أسواق القمح على الاعتماد العالمي المتزايد على منطقة البحر الأسود كمورِّد لسوقٍ القمح العالمية وباعتبارها إقليماً يتسم بالتقلُّب المحصوليّ. وقد فاقَم من الاضطراب السائد الهبوط المتوقّع في إنتاج كندا بوصفها مُنتجاً رئيسياً وما يزيد الأوضاع سوءا أن الهند وباكستان اللتين تؤمنان حوالي 15 بالمائة من إنتاج القمح العالمي، تواجهان كذلك أمطارا غزيرة وفيضانات. وفي تلك الأثناء سجَّلت أسعار القمح الدولية زيادةً تتجاوز 50 بالمائة منذ يونيو/حزيران الماضي، وتَبعث مثل هذه الزيادة السريعة في الأسعار على الجَزَع من إمكانية عودة أزمة الغذاء العالمية على نحوٍ مُشابه للفترة 2007 - 2008.حَدَت أحوال الطقس غير المواتية خلال الأسابيع الأخيرة بالنسبة للتأثيرات المحصولية، بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى مراجعة توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح لعام 2010 إلى 651 مليون طنّ عوضاً عن 676 مليون طنّ وفي السياق السابق الإشارة إليه أدت موجة الحر التي لا سابق لها في غرب روسيا إلى إتلاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتراجع المحاصيل، وخفضت النقابة الروسية للزراعة تقديراتها للمحاصيل التي تشمل كل المواد الأولية الزراعية إلى ما بين ثمانين وخمسة وثمانين مليون طن غير أن المنظمة ذكرت وفي بيانها الصحفي الذي اطلعت عليه (الرياض) أن مشكلات الإنتاج لدى بعض البلدان المُصدِّرة الرئيسية لا تمسّ تَوازُن السوق الدولية التي تُبدي استقراراً يفوق بكثير حالتها إبّان أزمة الغذاء العالمية في غضون الفترة 2007 - 2008، وفيما يَستَبعِد مخاوف وقوع أزمةٍ غذائية عالمية وفي الإطار ذاته قال خبير زراعي " التقديرات الأوّلية في باكستان تُجمِع على أن معظم المحاصيل الزراعية الجاهزة للحصاد وقُطعان الماشية قد تعرَّضت للدمار فيما يستَتبِع عواقبٍ وخيمة على أوضاع الأمن الغذائي للسكان المحليّين، وفي وقتٍ بدأت فيه أسعار المواد الغذائية تُسجِّل ارتفاعاتٍ حادة". وأضاف "نحو 80 بالمائة من السكان المُتضرِّرين بالكارثة يعتمدون على الزراعة كمورد معيشة , ولذا فإن أولوية المنظمة الفورّية هي ضمان إنقاذ قُطعان الماشية التي نَجَت من الكارثة أوّلياً من خطر النفوق جوعا". وتأتي تأكيداتها بحسب بيانها وسط استمرار الجفاف المُدمِّر للمحاصيل لدى الاتحاد الروسي في الوقت الراهن، مَقروناً بتوقُّعاتٍ لمعدلات إنتاجٍ أوطأ في كازاخستان وأوكراينا ، فيما يَبعث على مخاوفٍ قوية بالنسبة لتَوافُر العَرض العالمي من محصول القمح الاستراتيجي لموسم التسويق بيد أن عامين مُتعاقبين من إنتاج محاصيلٍ قياسيّة أعادا أرصدة المخزونات الدولية إلى مستوياتٍ كافية لتغطية توقُّعات عَجز الإنتاج وإذ تشير المنظمة في البيان ذاته إلى أن أي مخاوف من وقوع أزمةٍ غذاء عالميةٍ جديدة تبدو غير مُبرَّرة في الوقت الراهن، وذهب البيان " إلا أن مُراجعة توقُّعات الإنتاج العالمي للقمح من جانب المنظمة إنما يؤشِّر مع ذلك بتناقُص الإمدادات من هذا المحصول مقارنةً إلى الموسم السابق ويشير باتجاه تَزايُد ارتفاع مستويات الأسعار". وزادت المنظمة " ففي حالة استمرار الجفاف السائد لدى الاتحاد الروسي، من الممكن أن تواجِه المشكلاتُ عملياتَ الزَرع لموسم الشتاء المقبل فيما ينطوي على نتائجٍ سَلبية كامنة بالنسبة للإنتاج العالمي وأن أرصدة المُصدِّرين الرئيسيين التقليدية لمحصول القمح، والتي تشكِّل الحاجز الدولي الواقي ضدّ أي طوارئ من هذا النوع تَظلُّ ذات مستوياتٍ كافيةٍ " كذلك تؤكد المنظمة " أن العوامل الخارجية، بما في ذلك تأثيرات البيئة والتطوّرات الاقتصادية الكلّية في أسواق المواد الغذائية الأخرى التي حَرَّكت ارتفاع الأسعار 2007 من المُستبعد أن تُشكِّل أي تهديداتٍ إضافية " وكان المجلس الدولي للمواد الأولية الزراعية خفض أيضا إلى حد كبير تقديراته للإنتاج الزراعي العالمي في الموسم المقبل. وفي زاوية أخرى وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية , قال ناطق باسم وزارة الزراعة الروسية إن روسيا التي تواجه موجة جفاف قياسية لا تنوي استيراد حبوب هذه السنة، نافيا بذلك أنباء صحافية تفيد أن موسكو تستعد لشراء هذه المادة من الخارج , وقال مسؤول : "لا ننوي استيراد حبوب" وتعد من اكبر الدول المصدرة للحبوب، خسرت حوالي ربع محاصيل الحبوب بسبب الجفاف وموجة الحر التي تضرب البلاد منذ تموز/يوليو. وأكدت أن روسيا اتخذت قرار استيراد الحبوب لكن عليها أن تحدد الكميات.وأدت هذه المعلومات إلى ارتفاع كبير في أسعار القمح في الأسواق العالمية.ويمكن أن تستورد روسيا الحبوب من كازاخستان التي تنوي تصدير ثمانية ملايين طن من الحبوب هذه السنة من أصل محصولها الذي سيتراوح بين 13,5 و14,5 مليون طن. وعلى صعيد متصل كانت " صدرت تطمينات رسمية على الصعيد المحلي من قبل وزير الزراعة د فهد بالغنيم بشأن تأمين القمح مستبعدا أي أزمة مستقبلية " وقد نسب مؤخرا لمدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس وليد الخريجي أن المؤسسة " أتمت إجراءات ترسية الدفعة الثالثة من القمح المستورد لهذا العام 1431/1432 والتي تبلغ / 000ر990 / تسعمائة وتسعين ألف طن والتي سيكون وصولها بإذن الله ابتداء من شهر أكتوبر 2010 م بواقع 18 باخرة منها 10 بواخر عبر ميناء جدة الإسلامي وثماني بواخر عبر ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام. وبين الخريجي أن المؤسسة تمكنت من الحصول على نوعية مميزة من القمح ذات المنشأ الألماني والكندي وبأسعار تنافسية. وتأتي هذه الدفعة امتدادا لخطة المؤسسة في تغطية الاستهلاك المحلي والمحافظة على مخزون استراتيجي من هذه المادة الهامة لاحتياجات المواطنين والمقيمين وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي". وكان وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق " وقع عقود ثلاثة مشاريع تشمل إنشاء مشروع متكامل في الجموم بمنطقة مكةالمكرمة يضم صوامع تخزينية مع كامل الخدمات بطاقة تخزينية 250 ألف طن قمح بمدة تنفيذ 26 شهراً , وإنشاء مطاحن لإنتاج الدقيق بطاقة إنتاجية 1300 طن كما وقع مشروع تحديث ورفع طاقة المطحنة الرابعة بفرع جدة بمنطقة مكةالمكرمة من 270 طن قمح إلى 450 طن قمح بمدى تنفيذ 18 شهرا ليصل إجمالي طاقة الطاحن بفرع جدة بمنطقة مكةالمكرمة بعد التحديث إلى 2580 طناً "