يحبذ كثير من الفتيات اليوم تصوير المناسبات العائلية الخاصة، وتوثيق المشاهد واللقطات الجميلة أثناء السفر، وهو ما فسره البعض على أنه تحول في مفاهيم المجتمع السابقة التي كانت تمنع التصوير الأسري خوفاً من تسرب الصور، حيث تلاشى هذا الخوف بفضل وجود عدد كبير من الفتيات ممن يستخدمن كاميرا التصوير داخل المنزل، كونه أكثر أماناً، ولم يعد مقتصراً على "استوديوهات" التصوير، وتحول هذا الاهتمام إلى احترافية لدى الفتاة باستخدام برامج "الفوتوشوب" في تنسيق وإظهار الصورة على أفضل وجه. وعلى الرغم من أن كثيرا من صور الفتيات تنتهي في "حافظة الجوال" أو المنتديات والمواقع الإليكترونية، إلى جانب تبادل رسائل "الإيميل" الخاصة، وصفحة الفيس بوك، إلاّ أن الحاجة قائمة حالياً إلى تطوير هذه الهواية، من خلال المعاهد والمراكز المهنية المتخصصة، إلى جانب تحويل هذه الهواية إلى مهنة تفتح مجال العمل أمام عدد كبير من الفتيات في إدارات العلاقات والعامة في الإدارات الحكومية والخاصة، إلى جانب وسائل الإعلام الأخرى. لا يمانعون تقول "الجوهرة الفهد": إن وجود أجهزة الجوال المزودة بالكاميرا، ساهم بشكل كبير في انتشار التصوير بين الفتيات، وخصوصاً ما يتعلق بالأسرة، مضيفةً أن الوالدين أصبحوا لا يمانعون من ذلك، وقد يشاركون فيه، بل وأصبح أمراً اعتيادياً مخالفاً لما كانوا عليه في الماضي من الرفض والممانعة، لأنه يتم بكل أمان، كما أننا نحتفظ بالصور بسرية تامة ولا يطلع عليها سوى أفراد الأسرة. تقدم التكنولوجيا وتحدثت "مناير علي" قائلةً: إنه في هذا الوقت ومع تقدم "التكنولوجيا" أصبح الكثير يعمد إلى التصوير الداخلي، كما أن وجود برامج الحاسب المنوعة والاحتراف في تصميمها والبرامج الأخرى والإضافات التي تضاف عليها والدقة في الإخراج بالشكل المطلوب كانت سبباً آخر نحو اللجوء إليه، ذاكرةً أنه في السابق كان الكل يرفض التصوير، بسبب عدم وجود الأمان على الصور، أما في الوقت الحالي فنادراً ما نجد من يرفض ذلك!. حفلات زفاف ويؤكد "محمد آل عبد الكريم" على أهمية التصوير "الفوتوغرافي" وخصوصاً فيما يتعلق بالزوجين، لتوثيق حفلات الزفاف ولأنها تشكل ذكرى جميلة لهم، مرجعاً سبب توجه الناس إلى التصوير، وخصوصاً بين الفتيات إلى الانفتاح الذي نعيشه في مجتمعنا خلال الخمس سنوات الأخيرة، مستدلاً بتطور التقنيات ودورها البارز في تغيير كثير من القناعات التي من ضمنها التصوير، حيث أصبحت "الكاميرا" موجودة مع جميع شرائح المجتمع من خلال الهواتف المحمولة، موضحاً أن التصوير أصبح أمرا يتقبله الجميع رغم وجود محاذير لبعض جوانبه. صور جماعية وتوضح "البندري العتيبي" أن التصوير الفكاهي من اختصاصها، وأن أكثر صورها التي تمت بينها وبين صديقاتها لغرض الفكاهة والمرح فقط، مضيفةً أنه لا يسيء إلى أحد، بل إنهم لا يقومون بالكشف عن ملامحهم في التصوير، ويكتفون بصور أيديهم أو صور جماعية. مواقف وذكريات ويرى "أبو أحمد" متعة في التصوير خاصةً مع أبنائه، معتبراً ذلك ملكية خاصة له، قد يحتاج إلى اللجوء إليها في يوم من الأيام، لاسترجاع بعض المواقف والذكريات وخصوصاً عندما يكبر الأبناء، مضيفاً أن والده يحتفظ بصور قديمة مما دعاه إلى الاحتفاظ بصوره هو وأبناؤه لتكون لهم ذكرى في المستقبل. ويسانده في الرأي "معتز السبيعي" الذي يؤيد ظاهرة التصوير ويرى أنها تمثل للأسرة الشيء الكثير، مؤكداً أن "التصوير العائم" الذي يتم بين الفتيات والصديقات لا أساس له، لأنه يفقدهن الخصوصية في حال استنسخت الصور عدة مرات وأصبحت مع الجميع. معايير التصوير ويؤكد "محمد ناصر": إنه لا بد أن يكون للتصوير معايير، فلو كان التصوير بالأجهزة الشخصية فيتوجب عدم أخذها إلى الأماكن العامة، وإبقائها بالمنزل، خوفاً من ضياع الهاتف أو اختراق أي شخص للجهاز، مؤيداً تصوير الزوج لزوجته بل لا يرى في ذلك حرجاً لأنه سيحافظ عليها حتماً، مشترطاً أن لا يكون التصوير خارج حدود المنزل، خوفاً من انتشار تلك الصور. مواقف عفوية وتوضح "بسمة محمد" أن "الكاميرا" لا تفارق حقيبتها، بالإضافة إلى كاميرا الجوال، مضيفةً أن التصوير من الأشياء الضرورية سواء في اجتماعات عائلية أو مناسبات خاصة، مشيرةً إلى أنها تقوم بتصوير إخوتها وأبنائها وخصوصاً بعض المواقف العفوية التي قد تحدث، ثم الاحتفاظ بها مع علم الشخص المصور، فهي تعبر عن ذكريات رائعة. كاميرا جوال وترى "شيخة أم عبد العزيز" أن المجتمع بدأ بالتساهل في أمور التصوير، مؤيدةً العائلي منه بهدف الذكرى كمناسبات الزواج أو التخرج أو مولود جديد أو السفر، محذرةً من التصوير بكاميرا الجوال خوفاً من العواقب التي قد تتسبب فيها تلك الصور، أو تصوير الفتيات مع صديقاتهن، لأنه مع التقدم الذي نعيشه أصبحت الصور سريعة الانتشار بالعديد من الوسائل. ممنوع جداً وقالت "ريم حمد": إن التصوير ممنوع جداً في حدود أسرتنا، لكننا نعمد إلى تصوير أنفسنا في بعض الأوقات مع إخوتي بعيداً عن والدي ثم نقوم بمسحها، ذاكرةً أن والدها يرفض التصوير بأي شكل من الأشكال، وهو ما سبب لنا بعض المتاعب لتوقف وصعوبة إجراءات بعض المعاملات الحكومية، لأنها تتطلب التصوير ووالدي يرفض ذلك. وتؤكد "لمياء صالح" أن التصوير من الضروريات المهمة لديها وخصوصاً في المناسبات، ذاكرةً أن زوجها غالباً ما يرفض ذلك، مضيفةً: "المجتمع تغير بكل المقاييس مع الانفتاح الذي نعيشه، فالجوال كان لا يُستخدم إلا بعمر معين، وطريقة اللبس كانت في السابق محكومة بأساليب معينة، أما الآن فالكل اعتاد على ذلك بحكم التطور"، مشيرةً إلى أن أفكار الناس تغيرت حتى أن بعض الفتيات أصبحن يصورن أنفسهن ويتبادلن تلك الصور مع صديقاتهن!. مشاجرات ومشاكل وتطرق "عبد الإله فهد" إلى أن الكثير لديه مفهوم خاطئ عن التصوير وخصوصاً في الأماكن العامة والمتنزهات، ولا يراعي خصوصيات العامة، موضحاً أن البعض يعمد إلى تصوير المواقف التي يراها ولو لم تكن تخصه وهذا الخطأ بعينه، مضيفاً أن التصوير بلا ترو وفي أماكن تقطنها العائلات، قد يتسبب في مشاكل عدة، بل قد ينتج عنه بعض المشاجرات، والسؤال: هل يحق لكل الشخص التصوير في الأماكن العامة دون مراعاة احتمال رفض الآخرين؟، لافتاً إلى أنه دائماً ما يركز على تصوير أبنائه دون الحرص على تصوير الأشخاص أو الأماكن الأخرى.