أيتها المدينة الصحراوية: يغسل الغبار شعرك، يدخل الرمل في أجفانك، تعبث الريح بملامحك حتى تمل، تغرز الشمس مساميرها في جبينك، وتبقين مع ذلك مليحة كامرأة بدائية، لم تعرف المساحيق، ولم توهب سوى فورة الحياة وعنفوانها. ويا أيتها المدينة الصحراوية: قاسية أنت قسوة الهجير، غامضة كسفرة الليل، جافة كالآبار القديمة، مترامية كالأساطير: وتبقين مع ذلك مثيرة مغرية معشوقة. ويا أيتها المدينة الصحراوية: ذكرتك حيث لا رمال ولا جفاف فاشتقت إليك! * من كتاب عن هذا وذاك.