إنها الرواية الأخيرة ، هكذا أرادها الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي رحمه الله، لتصدر قبل ان ينتقل إلى الرفيق الأعلى، "الزهايمر" وصفها بأنها "اقصوصة"، صدرت عن دار بيسان في بيروت، تحكي مرحلة المرض والاحتضار، الفجيعة بموته أجلت وصولها إلى الرياض، ليستقبلها القراء في بيروت ويتحدثون عن عمل متميز جديد للدكتور غازي القصيبي، يقول الأديب ياسين رفاعية في عرض لها في جريدة المستقبل: بما يشبه السينما والمسرح والتصوير، يقدم لنا الكاتب والشاعر غازي عبد الرحمن القصيبي، روايته الجديدة، او قصته الطويلة "الزهايمر التي يبدو انه كتبها من على سرير المرض. من العنوان نعرف الموضوع، ولكن أن يصبح هذا المرض رواية بقلم مقتدر ما بين السخرية والألم الجارح، والغوص في العمق، وبين لحظات المرض الآخر الذي يخضع الشاعر فيه للعلاج استطاع أن يكتب هذا النص في قصة مضحكة، مبكية، غريبة في تفاصيلها، وبالتالي دقة الكاتب في استخدام لغة العلم الموثقة ناقلاً فيها الأحداث، وبمشاهد غرائبية في تقديم المرض تارة بصورة ضاحكة وطوراً بمأساوية حزينة، متذكرا الكثير من الشخصيات والنجوم والسياسيين الذين وقفوا تحت مقصلة هذا المرض ، ويضيف قائلاً مجموعة اوراق ورسائل، ومحطات علمية وفنية وسينمائية ممسوكة بحرفية كاتب سبق ان ابهرنا برواياته السابقة ومنها "شقة الحرية" او "العصفورية" حيث كان دائما في كل كتاباته يلتقط الموضوع الغريب الذي يراه البشر ولا يحسونه، بل يرونه ولكن يتجاهلونه، ويختتم حديثه قائلاً: رواية مختزلة إلى نحو سبعين صفحة إذا احتسبنا الأوراق البيضاء. لكنها رواية فاجعة، قاسية، قدمها لنا هذا المبدع بما يفوق التصور، والمهم فيها انها كتبت في اللحظة الساخنة من حياة القصيبي المهددة. ما يعني أن الرجل أراد الإمساك بالحياة ما وسعه إلى ذلك، فالحياة هي الأجمل من الموت وخصوصا الموت البطيء الذي يأكل ذكريات المبتلى بالزهايمر كأنه يموت ولا يموت.