بوفاة وزير العمل د. غازي القصيبي رحمه الله فقدت الساحة الاقتصادية رجلا اقتصاديا من الدرجة الرفيعة بما اتخذه من قرارات ألقت بآثارها على المجتمع متطلعا لتحقيق نقلة في مجال السعودة والقضاء على البطالة وتنظيم سوق العمالة والاستقدام، وبالرغم من الهجمة الشرسة التي واجهها بقوة وثبات وإمعانا في التمسك بمواقفه لا يستطيع كائن من كان أن يشكك في وطنيته وحرصه على المصلحة الوطنية وإحداث التغييرات من أجل حصول كل من العامل وصاحب العمل على حقوقه كاملة. القصيبي يرأس اجتماع مجلس ادارة صندوق تنمية الموارد البشرية يقول نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالرياض السيد عبدالعزيز العجلان أن وفاة الوزير غازي القصيبي سيترك فراغا كبيرا، فالرجل من الشخصيات القليلة التي اتسمت بالجرأة والإقدام في إحداث التغييرات واتخاذ القرارات الصعبة من أجل المصلحة الوطنية والرجل كان لديه صفاء في الرؤية كما لديه همة ففي قضية السعودة التي أصبحت أمام شخص وجد أنه لابد من اتخاذ قرارات مصيرية بالرغم من أن مسبباتها متداخلة اجتماعية وإدارية ومالية وتراكمات تشكلت على مدى سنوات طويلة لذلك من الخطأ أن يعزى أي فشل أو تعثر في حلها إلى شخص واحد، حيث هناك اسباب خارجة عن إرادته ومثل ذلك ينطبق على قضية عمل المرأة في محلات بيع المستلزمات النسائية فالقضية أثيرت أولا من قبلنا في مجلس إدارة الغرفة عندما تقدمت إحدى النساء البائعات في البسطات وطالبت بما أنهن يبعن في البسطات أمام المارة بينما يوجد على مقربة منهن العمالة الأجنبية تبيع المستلزمات النسائية في المحلات وعليه رفعنا الطلب إلى الوزير وتم تبني رؤية تلك البائعة السعودية ورغم عدم تنفيذ القرار إلا أنه كان قرارا صائبا وفي محله. العجلان: الفقيد من الشخصيات القليلة التي اتسمت بالجرأة والإقدام في اتخاذ القرارات الصعبة وعبر رئيس شركة التعدين العربية السعودية "معادن" د. عبدالله بن عيسى الدباغ عن بالغ حزنه لفقيد الوطن معالي وزير العمل د. غازي القصيبي مشيدا بمواقفه وقراراته الجريئة في الوزارة وخاصة في قضية السعودة والحد من البطالة وتنظيم سوق العمالة والاستقدام، وقال في تصريح ل "الرياض" أن القصيبي قامة وطنية استطاعت رغم كل العقبات أن تضبط وتنظم قضايا العمل والعمال كما واجه بقراراته المتعلقة بالسعودة هجمة شعواء لم تثنه عن مواقفه وأثبت مع مرور الأيام صحة توجهاته وقراراته فحث بل ومارس ضغوطا على الشركات لدعم توظيف السعوديين والسعوديات وضمان الحوافز لدعم إقبال السعوديين على العمل في القطاع الخاص وعلى نقل وتوفر التقنية الحديثة وتدريب السعوديين عليها ومن ذلك فتح معاهد تقنية من أجل التدريب والتأهيل ومن ذلك أيضا تحفيز الشركات على تركيز توظيف السعوديين في المناطق النائية للحد من الهجرة من القرى للمدن وإعطاء حوافز لمن يحقق نسبة سعودة عالية. القصيبي في صورة تذكارية مع أول دفعة من خريجي صندوق عبد اللطيف جميل لتأهيل المهني والحرفي وأشاد الدباغ بالقرار الجريء الذي اتخذه القصيبي رحمه الله المتعلق بدعم توظيف السعوديات في محلات بيع المستلزمات النسائية وقصرها على النساء رغم عدم تنفيذه إلا أنه يؤسس لقرارات ستصب في مصلحة عمل المرأة في المستقبل وهو الذي لم يفرق في مجال السعودة بين الشباب والشابات ووضع حدا لاستشراء العمالة الأجنبية بالحد من الاستقدام وضبط سوق العمل. وأضاف أن القصيبي لم يألوا جهدا في دعم قضايا التدريب والتأهيل للسعوديين بما في ذلك التدريب التقني العالي، حيث حضر توقيع اتفاقية وزارة البترول والثروة المعدنية والمؤسسة العاممة للتدريب الفني والتقني إبان تأسيس شركة معادن من أجل فتح معاهد لتدريب السعوديين في مجال التعدين.