تعتبر السياحة في وقتنا الحاضر من أهم الصناعات الحديثة وتؤدي دوراً هاماً في اقتصاديات العديد من الدول لما تمثله من إيجاد العديد من فرص العمل إضافة إلى جذب بعض الاستثمارات الأجنبية ونمو في اقتصاديات تلك المناطق السياحية . وهناك عدد من المقومات للسياحة ومنها الطبيعية والتي تتمثل في الموقع الجغرافي والمناخ والمناطق الطبيعية والبشرية والتي تتمثل في وقتنا الحاضر في وسائل النقل وطرقه والأنشطة المخصصة في تلك المناطق السياحية والبنية التحتية . وفي مملكتنا الغالية والتي اهتمت في الفترة الأخيرة بصناعة السياحة وهذا يتمثل في إنشاء الهيئة العليا للسياحة والتي تبذل جهوداً كبيرة من أجل الرقي بهذه الصناعة وتطويرها خصوصاً أن السياحة في الغالب لدينا حتى الآن ممثلة بالسياحة الداخلية وأصبحنا نرى عددا من التشريعات المنظمة والحق يقال أن تلك الجهود أصبحت تؤتي ثمارها والجميع يلمس نشاطات هذه الهيئة ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وجولاته على العديد من المناطق واللقاءات بالمسئولين والحملات المنظمة للتعريف بمناطق المملكة وحث المواطنين على قضاء إجازاتهم داخل المملكة . وفي الحقيقة وعلى الرغم من توفر العديد من المقومات للسياحة في المملكة واشتمالها على العديد من أنواع السياحة من الدينية والاجتماعية وغيرها إلا أننا نلاحظ وفي هذا العام تقلص السياحة الداخلية ( وإن استثنيت الدينية ) ولقد نشرت صحيفة الحياة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 15 شعبان 1431ه الموافق 27 يوليو 2010م أن السياحة الداخلية انخفضت بما يعادل 35% عن الأعوام السابقة ، وإذا كان ذلك صحيحاً فإن ذلك يعتبر عودة إلى الوراء وفشل جميع الجهود التي بذلت ، وفي رأيي أن هناك بعض الأسباب لهذا الانخفاض ويأتي في مقدمته انعدام الفرصة للحصول على حجوزات للوصول إلى المناطق السياحية وخصوصاً الجنوبية فعلى الرغم من أن هذه المنطقة تحظى بجو رائع ومناظر خلابة إلا أنه وللأسف لم تحل مشكلة الطيران مع عدم اكتراث من المسئولين عن الخطوط السعودية بتكثيف الرحلات لتلك المناطق . ونلاحظ أن بعض شركات الطيران الخليجية أصبحت تسير رحلات مباشرة إلى هذه المناطق مما يدل على توافد عدد من الإخوان الخليجيين إلى تلك المناطق ، كذلك فإن البنية التحتية لا زالت ليست في المستوى المطلوب والمتمثل في قلة الفنادق والشقق بمختلف فئاتها كذلك ارتفاع في الأسعار ولعل تأسيس شركة استثمار خاصة بالمنطقة من الأسباب التي قد تؤدي إلى حل لهذه المشكلة مع إعطاء وتسهيل فرص الاستثمار بتلك المناطق وتشجيعه بدلاً من خلق الصعوبات والمعوقات مع تنظيم بعض الدورات التثقيفية وورش العمل للعاملين بتلك الصناعة في المناطق السياحية وإعطائهم معلومات عن كيفية التعامل مع السائح وكيفية الحصول على ثقته. لاحظنا أن هناك بعض الأنشطة المختلفة والمتعددة ، في بعض المناطق وهذه آتت ثمارها بجذب بعض السياح خصوصاً من أبناء تلك المناطق والذين أصبحوا يقضون إجازاتهم أو جزءا منها في مناطقهم ، ولكن المأمول – إن شاء الله – نجاح أكبر وحل جميع المشاكل التي تعيق المواطن لقضاء إجازته في الداخل ، حتى أصبنا هذا العام بارتفاع في أرقام المواطنين الذين سافروا للخارج لقضاء إجازتهم وأنفقوا ملايين الريالات حيث أن المواطن السعودي يمثل أعلى سائح في الإنفاق في أغلب الدول وهذا فيه هدر للمال الوطني والذي لابد من بذل جميع الجهود لإبقاء هذا المال وإنفاقه داخل المملكة والوقوف مع الهيئة العليا للسياحة من جميع القطاعات وتشجيع أنشطتها لأجل خلق سياحة داخلية ناجحة في المستقبل القريب . والله من رواء القصد .