أشاد معالي الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل رئيس ديوان المظالم بالأمر الملكي الكريم، وما بني عليه من استحضار واقع الفتوى وخطورتها والاحتساب وآثاره، وكذا ما أُسس عليه هذا الأمر الكريم من مراعاة حرمة القول على الله بغير علم، وما يقع من فتنة بسبب ذلك؛ تَعُم مفاسدها البلاد والعباد، وتعود بآثارها السلبية على الدين والوطن. وذكر رئيس ديوان المظالم أن هذا البيان ينبع من رؤية حصيفة لخادم الحرمين الشريفين أيده الله للواقع، وقراءة دقيقة للمستقبل، وهي رؤية منطلقها الأول والأخير الحرص على دين الله تعالى، والغيرة عليه، وهذا ما ظهر في هذا البيان المؤصل شرعا في كل مضامينه التي يستحق كل واحد منها وقفة بحد ذاته. وقال الشيخ الحقيل إن هذا الأمر - بما تضمنه من قواعد تضبط الفتوى وتنظم الاحتساب - يعد وثيقة تلفت الأنظار إلى علو مقام الفتوى والاحتساب، وعِظم منزلتهما في دين الإسلام، وما يكون من مآلات وآثار لتصدر غير المؤهلين لها وقد كان في مقام الصدر من الأمر الملكي الكريم الاستنادُ إلى صريح نصوص الكتاب العزيز، الآمرة بسؤال أهل العلم والرد لهم، وتحريم القول على الله سبحانه بلا علم، وبيان خطورة ذلك، وما يحدثه من فتنة وفرقة جاءت الشريعة بالنهي عنها؛ سعيا لتوحيد الصف، ونبذ للفرقة، وأول ما يدخل في ذلك الاجتماع على أمر الدين كما جاء في الأمر الكريم، ولم يغب عن هذه الوثيقة المباركة التي استبشر المسلمون بها غرة هذا الشهر المبارك الدورُ الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية، والتحذير من الإساءة إليها، أو التشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها، التي هي معقد الاعتزاز والاغتباط، كما تضمنت الثناء على علمائنا الذين هم حملة الشريعة وحراسها. وبين الحقيل أن للاحتساب أصوله وضوابطه التي أقرها الإسلام وأرسى قواعدها، وكذا ما يتعلق بخطبة الجمعة والواجب تجاهها؛ ليبقى منبر الجمعة محققا للإرشاد والتوجيه الذي ينفع الناس. منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه ونفع الناس.. وله ضوابط أقرها الإسلام وأرسى قواعدها وقال: "لقد كان من توفيق المولى سبحانه لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله – ما انتهى إليه في أمره الكريم بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، ومن يؤذن لهم، ممن تتحقق فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى، باستثناء الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة مما لا تنطوي على شذوذ". وختم الشيخ إبراهيم الحقيل تصريحه بأن كل هذا من خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - يأتي سيرا على منهجه في حماية حمى الدين، والذود عنه، وسعيه الحثيث أيده الله في إظهار محاسنه وصيانته من أي إفراط أو تفريط، وفق منهج وسطي يراعي المصالح، ويدرأ المفاسد، وينظر بعين فاحصة لمآلات الأفعال والأقوال.