أكد د. عبدالرحمن السند رئيس الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الفتوى منصب عظيم لا يقوم به إلا من كان اهلا له ولا يجوز لغير المؤهلين أن يتصدوا للفتيا لأنها توقيع عن رب العالمين وهذا فيه دلالة على خطورة الفتوى بل إن المتأمل في حال السلف رضوان الله عليهم يجد أنهم كانوا يتدافعون الفتوى كل يود أن صاحبه قد كفاه ونجد في سيرة السلف رضوان الله عليهم أن المفتي يراعي حال المستفتى وربما أفتى شخص بفتوى خلاف ما أفتى به شخص اخر مراعاة لحال المستفتى وهذا ابن عباس رضي الله عنهما أفتى بعدم قبول التوبة للقاتل مما جعل الرجل يريد أن يقتل فقال ليس للقاتل توبة وجاءه رجل آخر فقال له هل للقاتل توبة فقال نعم لآن الآخر جاء بعدما فعل فأفتى للأول بأن ليس له توبة لأنه يعلم انه يريد أن يقتل ولذلك فإن ضبط الفتوى فيمن هو أهل لها لاشك انه من باب السياسة الشرعية التي وفق لها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بأن يقتصر الفتوى على من هو أهل لها ممن يعلم من هيئة كبار العلماء صلاحيته للفتوى من الناحية العلمية ومهمة لعواقب الأمور ومآلاتها فإن المفتي لابد له مع العلم من عقل راجح وإدراك وبصيرة بعواقب الأمور وعواقب الفتوى والقول عن رب العالمين والله سبحانه وتعالى يقول: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) والفتيا بغير علم قول على الله بغير علم وقد قرنها الله بالإشراك به فقال (وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فأراد ابن عباس من هذه الفتوى أن يمنعه من هذا الفعل ولذلك فإن المفتي عليه مسؤولية عظيمة وضبط الفتوى بمن هو اهل لها يحفظ المجتمع من التزعزع والشقاق والفرقة ونحن رأينا اثر بعض الفتاوى غير المنضبطة والتي سببت بلبلة وشقاقا واختلافا فوفق الله خادم الحرمين الشريفين إلى هذا القرار الذي فيه إعانة على ضبط أمور الناس وإرجاعهم إلى مرجعية علمية منضبطة تحفظ للناس دينهم وعباداتهم وأحوالهم. ومن جانبه نوه د. إبراهيم العيسى عضو مجلس الشورى سابقا والمستشار القانوني بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء وقال إن من شان ذلك أن ينظم عملية الفتوى ويمكن المواطنين والمقيمين من أن يكونوا على بصيرة ووضوح في أمور دينهم بعيدا عن التعارض والتناقض إذا ما اخذوا الفتاوى من غير الهيئة. ودعا العيسى كافة من يريد الفتوى من المواطنين والمقيمين إلى أن يأخذوها من هيئة كبار العلماء وليس من غيرهم ذلك انه ليس من حق اي شخص ان يصدر فتوى فهيئة كبار العلماء هي المعنية بذلك.