قرأت مجموعة من التقارير الصحفية تتحدث حول مشروب (السوبيا) وعن مكانته الخاصة في شهر رمضان المبارك فله عشاق كثيرون في هذا الشهر، إلا أن هؤلاء العشاق في خوف من أن "تتخلى" عنهم السوبيا و"تساير الموضة" ليرتفع سعرها. وبالنظر إلى المكونات التي يصنع منها شراب السوبيا مثل الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب كما يضاف لها بعد تصفيته مقادير من السكر وحب الهال والقرفة تخلط بمقادير متناسبة ويضاف لها الثلج للتبريد، ويعرض بألوان متعددة الأبيض وهو لون الشعير والأحمر مضاف له نكهة الفراولة والبني مضاف له التمر هندي، وهذه المحتويات أغلبيتها منتجات سعرها مرتفع عن الموسم الرمضاني الماضي وقد يكون هذا سببا وجيها لبائعي "السوبيا" أن يقدموه لزبائنهم ويقنعوهم بالسعر المرتفع، إلا أن ما يدعو للاطمئنان بأن هذا المشروب لن تلحقه زيادات مبالغ فيها هو أن بائعي السوبيا يعشقون صناعتها ويعتبرونها هواية ممتعة لهم وتراثاً يزرعونه للأجيال فليست طموحهم تجارية بحتة. سمعت بأنه ينصح بتناول مشروب السوبيا خلال يومين أو ثلاثة لأنها تفقد قيمتها الغذائية بعد ذلك وأن زادت المدة قد يتحول إلى مشروب ضار، وفي الوقت الذي زادت فيه أعداد الباعة المتجولين في الرياض قد يكون المشروب قد مضى عليه أكثر من يومين مع البائع في سيارته (فلا تاريخ إنتاج مطبوع على العلبة ولو طبع من السهل تزويره)، كما أن "المتجولين" يبيعون السوبيا معبأة في علبة غير مغلقة ولا يكاد الشخص أن يجزم بمحتوياتها والعناصر المضافة إليها، ولو وقع ضرر "بالتأكيد" لن يجد المتضرر بائع السوبيا مرة أخرى ليحاسبه، وعلى الرغم من تلك المخاطر إلا أن الكثير من أفراد المجتمع يُقبلون على الباعة "المجهولين" ويشجعونهم على ذلك. رأيت عددا من بائعي المياه أمام الإشارات المرورية وكلهم من "جماعة كومار وموهان"، وانتشارهم غريب جداً، فأغلب الشوارع التي عليها حركة مرورية كثيفة وسط الرياض تم تغطيتها منهم ففي التقاطع الواحد ما بين أربعة وخمسة "كومار"، وهدوءهم أثناء البيع وتنقلهم بحرية يدخل شعوراً لدى من يشاهدهم بأنهم يحملون ترخيصاً لمزاولة مهنة البيع أمام الإشارات المرورية.