أعدت بريطانيا خطط طوارئ في عام 1974 لإرسال ما يصل الى 12 الف جندي للمساعدة في عودة الرئيس القبرصي اليوناني الاسقف مكاريوس الذي أطيح به في انقلاب أدى الى الغزو التركي لقبرص. لكن مسؤولي دفاع حذروا من ان القوات البريطانية كانت ستواجه قتالا شديدا من جانب متمردين على نمط صراع ايرلندا الشمالية. وتلقي الوثائق الرسمية لذلك الوقت التي نشرها الارشيف الوطني امس السبت مزيدا من الضوء على رد فعل لندن ازاء الازمة في قبرص التي أصبحت مستقلة عن بريطانيا في عام 1960. واحتلت تركيا شمال الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط في عام 1974 بعد انقلاب قصير في نيقوسيا حرض عليه الجيش الذي كان يحكم اليونان آنذاك. وأعلن الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش قيام دولة انفصالية في شمال قبرص بعد ذلك بتسع سنوات ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة منذ عدة عقود فإن الجزيرة ما زالت منقسمة. ولا تعترف تركيا سوى بقبرص التركية في شمال الجزيرة بينما تنظر بقية دول العالم بما في ذلك الاتحاد الاوروبي الى حكومة قبرص اليونانية على انها السلطة الشرعية الوحيدة في الجزيرة. وأظهرت الوثائق انه في يوليو - تموز عام 1974 أعدت وزارة الدفاع البريطانية تقييما «لعواقب اعادة الاسقف مكاريوس الى قبرص من خلال دعم من قوات الجيش البريطاني». وقال مسؤولو الوزارة ان التقديرات التي كانت تشير الى انهم سيحتاجون الى ثلاثة ألوية ودعم جوي لصيق كانت تتضمن ايضا انه يمكن الاعتماد على قطاع من سكان قبرص للترحيب بل ومساعدة القوات البريطانية. لكنهم حذروا من انه «سيكون امرا غير واقعي الا يقبلوا انه سيكون هناك عناصر كثيرة ستعارض بنشاط الجانب البريطاني من خلال اللجوء الى حرب الثوار». لكن عندها يمكن ان تبدأ المشاكل الحقيقية فيما يعكس صراعا ممتدا تواجهه القوات البريطانية التي تخوض قتالا ضد ثوار الجيش الجمهوري الايرلندي في ايرلندا الشمالية. وأظهرت السجلات ان «العملية الاكثر صعوبة ستكون الاحتفاظ بقوات لضمان سلامة مكاريوس وحكومته وبعد ذلك القيام بعملية تمشيط ضد عدد كبير من الثوار».