في «لقاء» يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي بعنوان «الأفكار لا الحروف».. استعرضت ما سبق أن عايشته من متغيرات إعلامية وما كان يستخدم من قبل السلطات الرسمية كوسائل انتشار قيادي بين عامة الناس.. ولأن أولئك الناس كانوا قبل سبعين عاماً تقريباً يشكون من بساطة الأوضاع وتصلهم أخبار خلق الحضور الأوروبي وكيف حوّل اللاجئ إلى القارة الأمريكية أحجام مكانتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع أن المواطن العربي لم يكن ببعيد من وجود ايجابيات خاصة به لكنها محدودة.. كان المواطن العربي في حالة استقرار يمكن أن تسمى ركوداً لذا فقد مثلت المقالات السياسية الموجهة قيادياً عصف رياح قوية كانت توجه الأفكار نحو تطلعات لم تكن قدرات المنطقة في مستوى تحمّل أعبائها أو الوصول إلى نتائجها.. لا يهمني استعراض أوضاع أفلت وتعرف نتائجها.. لكن يهمني التأكيد أن تلك المقالات قد فُقد وجود تأثيرها تماماً ومن يتمسك بها في دولة عربية معينة أو في لندن «عربياً» فهو يتمسك بمبررات إيراده الشهري ولا شيء غير ذلك. الرجل العظيم في عقولنا قبل عواطفنا.. لأن من يصل إلى احتضان العواطف بتزكية من العقول هو من يملك أحقية الخلود كصانع تاريخي لجديد هائل القوة وهائل التعدد لمستقبل مجتمعه.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. هو من اقتحم بكفاءة حضور بل بأولويات إبداع تأسيسي جديد يحوّل به مجتمعه إلى الصفوف الراقية دولياً.. يتساوى التقدير المحيط بمسار الرجل العظيم من داخل أحياء مجتمعه الشعبية حين تناول القهوة مع الفقراء ومن داخل أروقة مؤتمرات الحضور والحوار الدولي في أهم عواصم العالم ومع أهم قادة مؤثرين.. وكما قلت في البداية ان المقال السياسي المألوف قديماً لم يعد يمثل أهمية تعريف ولكن الملك عبدالله يقدم نفسه لمجتمعه وللعالم عبر منجزات انفرادية هائلة.. هي ذي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» ليست مجرد مدرسة أو توسع مدرجات دراسة جامعية ولكنها قفز هائل بالمواطن الشاب عبر كسر الفوارق العلمية ليحقق وجوده الدولي عبر آراء لم يقلها كاتب عربي فالسيد "بن ولدافسكي" باحث معروف يعمل في أهم مؤسسة فكرية عالمية هي مؤسسة «بروكنغز» في واشنطن وله حضوره في النيويورك تايمز والواشنطن بوست.. ثم تأتي آراء أخصائيين مهمين بينهم معالي وزير البترول ومدير الجامعة الدولي الصيت ونائبه والسيدة حياة سندي.. (ص 18 - ص 19) إن حجم التأهيل لهذه الجامعة يفتح أفقاً واسعاً نرى منه حجم المستقبل العلمي والتقني لبلادنا ومجتمعنا عبر الانطلاق من مواقع التأسيس الراقية والمرصودة لها مئات البلايين.. ليس خدمة للملك أو أحد أبنائه وإنما تأهيل لساكن الحي الشعبي ربما ابن من سكب فنجان القهوة كي يكون وغيره في صدارة علمية دولية.