أشارت احصائيات منظمة الصحة العالمية أن التدخين يقتل ما يزيد على 5 ملايين شخص سنويا وأن هذا الرقم سيتضاعف الى 10 ملايين، وتقول الاحصائيات، ان أكثر من 2.5 مليون شخص يموتون كل عام في الدول النامية وحدها، بسبب أمراض ذات صلة وثيقة بالتدخين وهو الرقم نفسه المسجل في دول العالم المتقدم، وخلال 20 عاما سيرتفع هذا العدد الى 7 ملايين شخص، بينما يشهد عدد ضحايا التدخين انخفاضا في الدول المتطورة، بسبب حملات التوعية المكثفة ضد التدخين، وهذا يدل على أن الشركات العالمية لصناعة التبغ كثفت من برامج الدعاية والإعلان في مناطقنا بعد أن خسرت جزءا كبيرا من سوقها في الدول المتقدمة. إن أول خطوة من خطوات الإقلاع عن التدخين هي خطوة نفسية تتمثل في قناعة المدخن بأهمية وضرورة إقلاعه عن التدخين، بل عليه أن يقنع نفسه بأنه قادر تماما على الإقلاع مع توافر الوعي والقناعة بأنه لا بد من الإقلاع، يجب أن تعرف أنه ليس أمرا صعبا أو مستحيلا إذا توفرت الإرادة والعزيمة الصادقة . رمضان هذا الشهر الكريم هو فرصة عظيمة للمدخن ليقلع تماما فهو يتوقف عن التدخين طوال اليوم في رمضان، وهنا تتجلى أهمية العزيمة والإرادة الصادقة. لذا فإننا ننصح من يريد الإقلاع أن يغتنم هذه الفرصة المناسبة بحيث يعينه ذلك على الصمود والثبات على الإقلاع.. ينبغي كذلك أن يتذكر ويعي مخاطر التدخين وعواقبه الوخيمة، ثم يسأل الله تعالى العون والثبات، وهناك تعليمات تساعد في اختيار أفضل الطرق للمساعدة في الإقلاع والتي تساعد أيضا على تجاوز فترة ما بعد الإقلاع. أولا: اتخذ القرار - وكن حازما وحاسما في اتخاذ قرار جاد في الإقلاع عن التدخين، وتجنب الأفكار السلبية والمحبطة التي قد تراودك عن مدى صعوبة الإقلاع أو حتى استحالته. ثانيا: ضع قائمة بالأسباب التي دعتك الى الإقلاع، واعمل على ترديدها وتذكرها طوال يومك وعندما تأوي الى فراشك ومثال ذلك ان تقول: أود الإقلاع عن التدخين لأحصل على صحة أفضل، ولأتجنب الإصابة بأمراض القلب والتنفس والسرطانات، ولأنقذ أهلي وعائلتي وأطفالي من التعرض للدخان وآثاره الضارة، ولأتجنب الوقوع في المعصية وفي الحرام... الى آخر ما يخطر ببالك من اسباب للإقلاع عن التدخين. ثالثا: قارن دائما بين أن تتناول السيجارة أو تحافظ على صحتك، فإما الصحة وإما التدخين وهل تفضل أن تتناول السيجارة أو تنال مرضاة ربك. رابعا: ابدأ في تكييف نفسك على الوضع الجديد، وابدأ في هوايات جديدة كأن تبدأ في ممارسة الرياضة بانتظام، وتطيل من فترات الاسترخاء والراحة، وأن تكثر من شرب السوائل، وتبتعد عن الإكثار من تناول المنبهات كالشاي أو القهوة. خامسا:رمضان فرصة كبيرة للعبادة، وعليك ان تعرف أن تركك للتدخين فيه أجر وثواب بإذنه تعالى. سادسا: تذكر دائما أن هناك أناساً من حولك(كعائلتك مثلا) سوف لا يترددون في تقديم العون المعنوي لك حتى يكون ذلك حافزا لك على الصمود. وتذكر أنه يمكنك طلب المساعدة من العيادات المتخصصة على الإقلاع عن التدخين. والتي قد تقدم النصح اللازم أو الدواء المساعد إن لزم الأمر. فلا تتردد في الاتصال وطلب المساعدة. ما بعد الإقلاع هناك أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم يقلعون عن التدخين بنجاح كل عام فالإقلاع عن التدخين مهمة ليست بالمستحيلة ولكنها ليست بالسهلة. الأعراض التي تصيب المدخن عقب امتناعه عن التدخين والتي تسمى أعراض الانسحاب هي أمر عارض وسرعان ما تزول هذه الأعراض خلال أسابيع قليلة. وغالبا ما تكون أعراض الانسحاب شديدة في الأيام الأولى ثم تبدأ بالتناقص تدريجيا مع مرور الوقت، شأنها شأن أي مرض إدمان آخر. حيث أن مادة النيكوتين في السجائر هي المسؤولة عن هذا الإدمان وبالتالي فإن الانقطاع عن التدخين يقلل من مادة النيكوتين في الجسم مما ينتج عنه أعراض الانسحاب كاللهفة والشوق الى التدخين، التوتر والقلق والعصبية، عدم القدرة على النوم بسلاسة، عدم القدرة على التركيز، وقد يصحب ذلك سعال وضيق في التنفس. لذا عليك تجاوز هذه المرحلة بالعزيمة والصبر واللجوء الى الأصدقاء غير المدخنين وإلى الأهل كي يعينوك على تجاوز هذه الفترة بنجاح. وأعلم أيضا أن معظم الانتكاسات التي تحدث للمقلعين عن التدخين تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى وذلك عندما يتعرضون لضغوط عملية أو نفسية وعصبية غير متوقعة، وهذه أيضا هي الفترة التي يظل فيها المقلع تحت تأثير ما اعتاد عليه من عادات التدخين، بحيث يلجأ للتدخين عند أي ضغوط، فقد تمتد يده الى السجائر بصورة تلقائية لأنه اعتاد أن يريح أعصابه بالتدخين. * التثقيف الصحي