ثمن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض في تقديمه لكتاب "ذات المحيطين" جمهورية جنوب إفريقيا، الجهد الذي بذله الأستاذ فيصل بن حامد معلا في تأليف الكتاب والذي تضمن معلومات ثرية ومتنوعة عن جمهورية جنوب إفريقيا. وبين سموه في تقديمه للكتاب، دواعي سروه في تقديم كتاب "ذات المحيطين" – جمهورية جنوب إفريقيا – كما أطلق عليه المؤلف، المشتمل على معلومات غنية، وحقائق مفيدة، وأضاف بأن الكاتب استعرض النواحي الجغرافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية، وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام وأشاد سموه بتوثيق العلاقات السعودية الجنوب افريقية على مستوى القيادة بين الدولتين الصديقتين والفعاليات المختلفة، كما أوضح بأن الكتاب يعد مرجعا جيدا للمهتمين بهذا الجزء من العالم، مذكرا بأن جمهورية جنوب إفريقيا دولة صديقة تربطها مع المملكة العربية السعودية علاقات جيدة على كافة الأصعدة. كتاب "ذات المحيطين" جمهورية جنوب إفريقيا، صدر مؤخرا في طبعته الاولى، وحاول من خلاله المؤلف أن يضع بين يدي المهتمين والقراء معلومات عن هذا البلد الكبير والعريق، حيث تميز الكتاب بالتنوع وغزارة المادة والكم الهائل من المعلومات الدقيقة المفيدة للباحثين والمهتمين والطلاب الدارسين، وقد احتوى الكتاب على عدة فصول ففي الفصل الأول اشتمل على وصف للموقع الجغرافي والمساحة وعدد السكان واللغات، وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان، لمحة تاريخية، تحدث خلاله عن المواقع الأثرية التي تشير إلى الاستيطان البشري منذ القدم، ثم تناول الهجمة الاستعمارية الأولى مرورا بمقاومة التوسع الاستعماري من السكان الأصليين، وصولا لسياسة حكم التمييز العنصري والتي ترسخَت بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1948 عندما تبنى الحزب الحاكم الوطني سياسات متشددة قائمة على الفصل العنصري حتى نهاية هذا الحكم، تلاه فصل تناول خلاله المؤلف المناضل نيلسون مانديلا واستعرض سيرته الذاتية ومناهضته لحكم الفصل العنصري وفترة السجن وحياته الخاصة ثم ترؤسه للبلاد، ثم تناول المؤلف التقسيمات الإدارية لجمهورية جنوب إفريقيا ولم يغفل الحديث في فصل مستقل عن نظام الحكم والأحزاب السياسية مستعرضا دستور البلاد والبرلمان والانتخابات والأحزاب السياسية، وفي فصل آخر تحدث عن النشاط الاقتصادي تعرض فيه إلى الناتج القومي ومعدل التضخم والإنفاق واهم القطاعات الاقتصادية في جنوب إفريقيا.كما ضمّن المؤلف فصلاً عن أهم المظاهر الثقافية والتعليمية مستعرضا الآداب والمسرح والمهرجانات الثقافية والموسيقى والأطعمة، والتعليم الجامعي واهم الجامعات، ثم انتقل للحديث عن الإعلام من صحافة مقروءة متضمنا أهم الصحف اليومية والأسبوعية مرورا بالإذاعة والتلفزيون وشبكة الانترنت، وفي فصل الأديان عرج المؤلف على الكنائس المسيحية واستعرضها موضحا توجه كل واحدة منها، ثم أسهب في الحديث عن الإسلام في جنوب إفريقيا، كما أشار إلى وجود العديد من الديانات المختلفة موضحا بأن فئة اللادينيين تمثل نسبة 14% من عدد السكان. وافرد المؤلف فصلا مطولا بعنوان: العلاقات السعودية الجنوب إفريقية، استعرض خلاله تاريخ هذه العلاقات ومتانتها وقوتها، وأرخ لأهم الزيارات الرسمية بين كبار مسئولي البلدين، وأهم الفعاليات المختلفة بين البلدين، كما افرد فصلا بعنوان الأمير سلمان بن عبدالعزيز صديق جمهورية جنوب إفريقيا، كماتضمن الكتاب في فصوله الاخيرة عن علاقات جنوب افريقيا الخارجية وعلاقاتها التجارية مع بعض دول العالم كما تضمن توثيق لنشأة علاقات جنوب افريقيا مع الدول العربية وكذلك علاقاتها مع كل من الصين والبرازيل والهند، واخيرا أدرج المؤلف ملاحق تضمنت نُبذاً لأهم الشخصيات السياسية في جنوب افريقيا. جاء الكتاب في 250 صفحة من القطع الكبير، وأدرج خلاله صور مختلفة عن أوجه النهضة في جنوب إفريقيا كما تضمن خرائط وجداول بيانية، وتمكن المؤلف من الإلمام بالكثير من المعلومات الدقيقة عن جنوب أفريقيا والربط بينهما، ولعل عمله (كرئيس للبعثة) في سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريتوريا لمدة أكثر من ثلاث سنوات مكنته من الاطلاع على تاريخ ونهضة هذا البلد.