منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها، سعى الإنسان للكسب طمعاً في الحياة ورغدها ونعيمها، والتجارة أزلية، منها ما هو مشروع ومنها ما هو غير مشروع. ولكن العالم ابتلي ومنذ الأزل حتى تاريخنا الحاضر بالتجارة غير المشروعة، على الرغم من الجهد المؤسساتي والذي تمثل في إصدار القوانين والدساتير والأنظمة والتعليمات والأوامر التي تنظم هذا المسار المهم في حياتنا، ولكن العالم تعرض لأزمات سياسية واقتصادية وعسكرية ومالية وإعلامية واجتماعية وغيرها وكذلك ابتلي بحروب ظالمة وشاملة وغير عادلة وبعضها محدودة ، وأصيب بكوارث منها ما هو طبيعي مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات، ومنها ما هو صناعي مثل تسرب غاز أو إشعاع وغيره. المواطنة الحقة، هي الخوف من الله سبحانه وتعالى في السر والعلن. المواطنة الحقة بالقول والعمل، والأمانة بما ائتمنك به ولي الأمر خاصة ونحن شعوب مستهلكة، وفي أمَس الحاجة للمحافظة على ثرواتنا ومواردنا الوطنية ومع كل نوع ظهر الانتهازيون، فأصبح هناك تجار حرب وتجار أزمات وتجار كوارث، أغلبهم يتسترون خلف الدوافع والشعارات الوطنية، ويبدون حزنهم الشديد على ما حدث للوطن من ويلات نتيجة حرب أو أزمة أو كارثة، ويطلقون التصاريح الرنانة والطنانة، ويقولون مالا يفعلون، ويبطنون خلاف مايظهرون. ولكن حقيقتهم أنهم تجار نفعيون وصوليون انتهازيون انهزاميون، غلبت عليهم مصالحهم الشخصية، وتخلوا عن المصالح الوطنية، فبالغوا بما آمنوا، واستمرأوا ما استؤمنوا عليه، ومساراتهم أصبحت مكشوفة، ورائحة فسادهم المالي والإداري عمت البلاد والعباد، فسرقوا، ورشوا، وارتشو، وعززوا ملاءتهم المالية، وما أن وضعت الحرب أوزارها، أو تلاشت فعالية الأزمة، أو خفت ملامح الكارثة، إلا وأصبحوا أبطالا شرفاء وطنيين، على الرغم من أن حقيقتهم مخالفة لذلك. المواطنة الحقة، هي الخوف من الله سبحانه وتعالى في السر والعلن. المواطنة الحقة بالقول والعمل، والأمانة بما ائتمنك به ولي الأمر خاصة ونحن شعوب مستهلكة، وفي أمَس الحاجة للمحافظة على ثرواتنا ومواردنا الوطنية، ومن الضرورة أن نستثمرها، ونطورها وننميها، وأن نضرب بيد من حديد على كل الفاسدين والمفسدين وأعوانهم، وأن نحارب جميع أبواب التجارة المحرمة، وأن نكون يدا واحدة ضد أية حرب أو أزمة أو كارثة تؤثر في حياة شعبنا ومقدراتنا، وأن تكون غايتنا الحفاظ على مصالحنا الوطنية، ولن يتم ذلك إلا بوجود إستراتيجية أمنية وطنية شاملة، تتضمن كيفية مواجهة ، والتعامل مع هذه الفئة الضالة المدمرة لمقدراتنا الوطنية من تجار الحرب وتجار الأزمات وتجار الكوارث، ولتعزز الإجراءات والأحكام التي أصدرتها حكومة خادم الشريفين يحفظه الله بحق الفاسدين والمفسدين، سائلين المولى عز وجل أن يعزنا بالإسلام، وأن يديم نعمه علينا، وهو مولانا ونعم النصير. * خبير إستراتيجي وجيوستراتيجي