المطر في أوربا عامة ضيفٌ غير مرحّب به . ومع هذا إذا انقطع عنهم أسبوعا كاملا تذمروا ، وخصوصا في فصل الصيف ، حيث يحتاجه الناس لإرواء الحدائق المنزلية والعامة ، ويكفيهم عناء وتكلفة السقيا مالًا ووقتاً . ومع هذا يصفون أيام الشدة – مجازا – بأنها أيام مطيرة (Rainy Days ) . أو كما نقول بالمثل العربي : القرش الأبيض لليوم الأسود . هم يقولون : احفظ نقودك للأيام الممطرة . ولدينا نحن في الجزيرة العربية شغف وولع بالمطر ومحبة ومودة تفوق الوصف ، لدرجة أننا نُشبعه تدليلا ، ونُطلق العنان لأخيلتنا شعرا ونثرا ومعجما . فقلنا : - الرَّذاذ : السَّاكن الصَّغير القطر كالغبار الطَّلُّ : أخفُّ المطر وأضعفه الرَّشّ والطَّشّ : أول المطر والدِّيمة : المطر الذي يدوم أياماً في سكون بلا رعد وبرق والمزنة : المطْرة والهَطْل والهتان : المطر الغزير السُّقوط والغَيْث : الذي يأتي عند الحاجة إليه والحَيا : الذي يُحيي الأرض بعد موتها العُباب : المطر الكثير والوابِل والصَّنْدِيْد والجَوْد : المطر الضَّخم القطر الشَّديد الوقع والوَدْق : المطر المستمر وحَبُّ المُزن وحبُّ الغَمَام : البَرَد . الحميم : المطر الصيفي العظيم القطر والشديد الوقع الوليّ : المطر بعد المطر . أما الإنجليزية فلا يكاد يُعرف مرادف لكلمة مطر (رين ) Rain ، أو يتعب الباحث عن بديل . ومن دواعي حب الأوربيين للمطر – إلى جانب الإرواء - تنظيف الأرصفة من مخلفات الكلاب الأليفة . وهي أزمة عجز الناس عن حلها فتركوها للمطر على أمل حلها . فالبلديات لا تُنظّف الأرصفة ، ويقتصر عملها على جمع النفايات من سلات وأكياس مخصصة . وجرى بناء الشوارع والأرصفة بطريقة مدروسة الانحدار والتسريب ، كي تكنس مّخلفات الكلاب نحو المجاري . والإنجليز معروفون ب " تمشية " كلابهم في ساعة المساء لتقضي حاجتها . وإذا غاب المطر لفترة أطول ظهرت الروائح الكريهة وضج الناس . والبلدية ليست مسوولة إلا عن أعمالها المحددة . ولو تتبعنا أسماء المطر لدينا لوجدنا أسماء أسر ، وأولاد وبنات وأماكن جغرافية أطلق عليها اسم مشتق من أسماء المطر .